صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي للترجمة الطبعة العربية من كتاب ” الاستشراق الطليعي :الآخر الشرقي في أدب رحلات القرن العشرين سردًا و شعرًا من تأليف ديفيد ليهاردي سويت ومن تأليف و ترجمة علي الغفاري
في عرض مختصر بقلم المترجم علي الغفاري :”تكشف هذه الدراسة كتابات أدباء غربيين طليعيين قاموا برحلات إلى الشرق، آسيا وشمال أفريقيا، ويتسم الكثيرون من هؤلاء المؤلفين بالاهتمام بما هو غريب وشائق، وعلى الرغم من هذا تُعَد أعمالهم، فيما يرى المؤلف، من أعمال مناهضة الاستعمار حيث تجنبوا بعض أخطاء الاستشراق الأكاديمي، فهم قد اعتمدوا مذهبا جماليا يؤمن بالتنوع والتعددية. لذلك استخدموا تقنيات الاستفزاز والمقابلة.
والكتاب دراسة مسحية لبعض من أعمال كُتَّاب الرحلات (من بينها مقالات، روايات، قصائد، ومسرحيات)، بهدف الاختلاف مع افتراضات نقد ما بعد الاستعمار لكُتَّاب غربيين تناولوا الشرق في كتاباتهم، وتعديل هذه الافتراضات.
يعتمد الكتاب على منهج تركيبي يضم مناهج نظريات نقد ما بعد الاستعمار وأدب الرحالات والأدب الطليعي، على أساس من الدراسات الأدبية المقارنة، وذلك في محاولة لتعريف لَوْن مختلف من ألوان الأدب العالمي وتحليله.
غير أن المؤلف، وهو تلميذ، إدوارد سعيد، يرى أن نظرة المؤلفين الطليعيين الذين يتناول الكتاب أعمالهم تختلف عن نظرة المؤلفين الغربيين الذين يقوم نقد ما بعد الاستعمار بفضح تصوراتهم الخاطئة عن الشرق وتعاليهم عليه ورسمه بصورة متدنية مفروضة عليه من قِبَل الغرب. وفي الواقع، تختلف نظرتهم بالفعل، ولكنها تظل ترى الشرق كانعكاس لما يشتهونه ويريدونه، وليس لصورته الكلية الموضوعية.
ورغم أن تصور المؤلفين الطليعيين هنا ليس أفضل من تصور الغربيين الآخرين الذين يهاجمهم نقد ما بعد الاستعمار، فهو على أية حال تصور موجود في مؤلفاتهم ويحتاج دارس الأدب الغربي وتصوراته للشرق أن يعرفه.
المترجم على الغفاري ترجم عددًا كبيرا من الاعمال نذكر منها: “دليل كمبريدج للمسرح”،”ميشيل فوكو”،”ميدان واشنطن ” و “حديقة الياسمين “