استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم في قصر الاتحادية، رئيس جمهورية كرواتيا، زوران ميلانوفيتش، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، حيث شهد اللقاء عقد مباحثات منفردة أعقبتها مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، اتسمت بالتفاهم والتقارب في وجهات النظر، حيث ناقش الرئيسين تعظيم حجم التبادل التجاري، والتعاون لتعزيز أمن الطاقة في كل من منطقة حوض البحر المتوسط والقارة الأوروبية، وكيفية الاستفادة من الفرص الاستثمارية في المشروعات التنموية الحالية بمصر.
وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنّ الرئيسين أعربا عن التقدير المتبادل للعلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وكرواتيا، والتي تجسدت في العديد من المواقف، بينها استضافة مصر آلاف اللاجئين بمخيم الشط أثناء الحرب العالمية الثانية، مع تأكيد أنّ زيارة الرئيس الكرواتي إلى مصر تعكس الأهمية التي يوليها الطرفان لتلك العلاقات، والحرص المشترك على الانتقال بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا، خاصةً في ظل ما تمثله مصر من ركيزة أساسية للاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فضلا عن الدور المهم لكرواتيا داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وتناول الرئيسان سبل المضي قدما في تعزيز وتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والكرواتي، حيث جرى التوافق على تكثيف الزيارات الثنائية المتبادلة على مختلف المستويات، بهدف تعميق التعاون على جميع الأصعدة، خاصةً ما يتعلق بتعزيز التعاون السياحي في ضوء تجربة كرواتيا المتميزة في هذا الصدد، وكذا العلاقات الاستثمارية بين البلدين، لتعزيز مواجهة التحديات التي تفرضها الأزمة الاقتصادية العالمية، وتعظيم الاستفادة مما تتيحه المشروعات التنموية الحالية في مصر من فرص استثمارية متنوعة، لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فضلا عن تعظيم حجم التبادل التجاري، والتعاون لتعزيز أمن الطاقة في كل من منطقة حوض البحر المتوسط والقارة الأوروبية.
وأضاف المتحدث الرسمي، أنّ اللقاء شهد استعراضا لعدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها جهود مصر في مواجهة ظاهرتي الهجرة غير الشرعية والإرهاب، والتي تعد محل إشادة وتقدير من الأطراف الدولية كافة، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي.
وتطرقت المباحثات إلى عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث جرى التوافق بشأن أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لتهدئة الأوضاع واحتواء التوترات الأخيرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلا عن تأكيد الموقف المصري بشأن تسوية القضية من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مقررات الشرعية الدولية.
وتناولت المباحثات الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أكد الرئيس السيسي دعم مصر لتغليب الحوار، وتفعيل السبل المؤدية إلى التهدئة والتوصل إلى حل سلمي للنزاع.