منوعات وسوشيال

توثيق التاريخ بقلم الكاتب الراحل ياسر رزق ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

كتبت- جنى محمد

إشادة وثناء وتقدير، لذكرى الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، تخللت وقائع ندوة بعنوان “الكاتب الصحفي ياسر رزق.. الصحافة ‏وتوثيق التاريخ”، وذلك على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54، في حضور الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، وعبدالمحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة الأهرام، والمفكر السياسي عمرو الشوبكي.

وقال عبد المحسن سلامة، إن الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق، من نوعية محدودة من الصحفيين، توثقت علاقتي به على مدى ثلاثة عقود، إنسانيا أقوى منه مهنيا.

وأضاف سلامة، أن رزق استطاع أن يقترب من صانع القرار مع الحفاظ على كونه صحفيا، واعتبره ثاني تجربة رائدة بعد الكاتب محمد حسنين هيكل، موضحا أن ياسر رزق كان له دور في أن تنير لنا إسهاماته الصحفية لحظات فارقة من التاريخ.

وذكر أن ياسر رزق، تحلى بمهنية وتدقيق للمعلومة، وهي صفة هامة بالنسبة للصحفي، داعيا الصحفيين للالتزام بها، ومضيفا أن الراحل نجح في التوثيق لفترة هامة من تاريخ مصر، شهدت قيام جمهورية جديدة مع صعود الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلطة.

وتحدث رئيس مجلس إدارة الأهرام، عن كتاب “سنوات الخماسين” حيث رأى أن رزق، دقق في المعلومات الواردة به، فكان يعتمد على أكثر من مصدر قبل أن يعلن عن معلومة، مثال على ذلك واقعة ذكرها بكتابه وقعت أيام حكم المجلس العسكري، وكنت أنا أحد حاضريها، فوجدت روايته لها بدقة ومهنية شديدة كما لو كان أحد حضورها.

وواصل بالقول: استبعاده خلال فترة حكم الإخوان جعله أقرب لصناع القرار، لأن الموازيين تغيرت فيما بعد، موضحا أن كتابه احتوى على معلومات ساخنة، وكل أبطالنا أو غالبهم لازالوا على قيد الحياة، سواء من السلطة أو المعارضة، ففكرة تغيير الحقائق غير واردة، لذا لم نر حدية في ردود الفعل من جانب من ورد ذكرهم بفصول الكتاب.

واختتم سلامة: “أطالب بإتاحة طبعة شعبية، تصدر عن الهيئة العامة الكتاب، تكون من خلالها في متناول قطاع أكبر من المواطنين”.

فيما قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين: “تعرفت بالراحل ياسر رزق في أول أيام دراستنا في كلية الإعلام بجامعة القاهرة في 1982، وجمعتنا سنوات الدراسة كلها، ولم تنقطع علاقتنا ليوم واحد”.

وأضاف: شهدت فترة صداقتنا بسنوات الدراسة مواقف طريفة كثيرة؛ حيث كونا ما يشبه تنظيما سياسيا بتوجه ناصري، وكان عمرو الشوبكي زعيما لذلك التنظيم، وكانت حديقة الحيوان وحديقة الأورمان شاهدة على تجمعاتنا السرية؛ حيث ظننا في بعض الأحيان أننا مراقبين من المخابرات الأمريكية.

واستطرد: “ياسر كان أصيلا ليس فقط في مواقفه السياسية، ولكن كان أصيلا بذات القدر في حياته الشخصية، وكان دون شك متابعا جيدا للصحافة حتى وهو بعيدا عنها، حيث كان شغوفا بالمهنة، ولقد خسرنا خسارة كبيرة جدا برحيله ولكن سيرته باقيه بأسرته وأصدقاءه وتلاميذه”.

وقال مصطفى الفقي، المفكر السياسي الكبير ومدير مكتبة الإسكندرية السابق، إنه يعتز بياسر رزق دائما، واصفا إياه بأنه ظاهرة تستحق الاحترام، اختار أن يكون مراسلا عسكريا، وهو اختيار جعل منه صحفيا مرموقا وشخصية شفافة.

واعتبر الفقي، أن آخر مؤلفات ياسر رزق، سنوات الخماسين، جاء بتوقيته تماما، وأن مسألة المعاصرة لأحداث تكتب عنها، يجعل منها مهمة صعبة، وقد يقيد من مساحة الحديث والتعبير، وكان رزق على قرب من الرئيس السيسي لفترة طويلة، لكنه لم يستغل ذلك لمصلحة شخصية أو أن ينال حظوة.

فيما قال الدكتور والباحث عمرو الشوبكي، المفكر السياسي، إن الكاتب الصحفي الراحل ياسر رزق كان مؤمنا بأن الجيش له دور في التنمية في دول العالم الثالث، ولم يتنافى ذلك مع شجاعته في التعبير عن رأيه بموضوعية.

وأضاف الشوبكي، أن ياسر رزق كان صاحب موقف أصيل وتجربة استثنائية، علاقتنا بدأت قبل نحو 40 عاما ومن يعرفه منذ كان طالبا بالجامعة، يرى أن شخصيته لم يطرأ عليها تغيرات كثيرة، فجوهره الأصيل ظل باقيا.

وواصل حديثه: “علاقتي أنا والكاتب الصحفي عماد حسين، بياسر رزق مستمرة منذ 4 عقود”، لافتا إلى أن موقف ياسر رزق، والإخوان خارج السلطة وداخل السلطة لم يتغير، وأن بوصلة ياسر رزق لم تتغير فظل محافظا على مهنيته.

ودفع ثمن ذلك باستبعاده من رئاسة تحرير الأخبار، ثم بعد ثورة 30 يونيو عاد مرة أخرى.

واختتم الشوبكي: “ياسر رزق ترك رئاسة مجلس إدارة الأخبار وتفرغ لكتابة كتاب قيم، ليؤكد لشباب الصحفيين أن المكان الإداري ليس باقيا ولكن عملك الصحفي هو الباقي”.

وقالت الكتابة الصحفية أماني درغام، زوجة الكاتب الراحل ياسر رزق، إنه لم يغب، فهو باق وموجود دائما بأثره، وتواصل أصدقائه وأحباؤه معنا في كل الأوقات.

وأعلنت درغام، أن الجزء الثاني من كتاب ياسر رزق ” سنوات الخماسين.. يناير الغضب ويونيو الخلاص” سنحتفل بصدوره في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب.

زر الذهاب إلى الأعلى