مقال كلام مفيد

فكرة خارج الصندوق للدكتور حازم عطية الله

بقلم - أشرف مفيد :

0:00

حينما كان صديقى الدكتور حازم عطية الله مستشاراً سياحياً لمصر فى النمسا منذ عدة سنوات مضت قبل عودته للقاهرة وتوليه منصب محافظ الفيوم فى عام ٢٠١٣ ، كنت شاهد عيان على تجربة خارج الصندوق جديرة بأن نتوفف أمامها بتركيز شديد والبحث عن كيفية الاستفادة من نجاحها المبهر آنذاك ربما تكون إحدى أدوات الدولة فى خطتها الطموحة التى تستهدف فى المقام الأول إنعاش حركة السياحة الوافدة من الخارج .
كان مشروع الدكتور حازم عطية الله يرتكز على فكرة منح الطلبة والطالبات النمساويين فرصة دعوتهم لزيارة مصر بعد أن يكونوا قد قاموا بإنجاز مشروع كبير يظهر معالم مصر (الماضى والحاضر والمستقبل) ، حيث كان يقوم من خلال الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحى بتنظيم مسابقة سنوياً على مستوى كافة المدارس الثانوية فى جميع محافظات النمسا وكانت تبلغ أنذاك 1600 مدرسة وأطلق على هذه المسابقة تقام اسم ” النمسا تكتشف مصر – لقاء الحضارات ” وهى عبارة عن مشاريع عمل جماعية يشارك فيها الطلبة والطالبات كمجموعات عمل تمثل فصول دراسية بإشراف مدرسيهم وتدور حول مواضيع مختلفة عن مصر سواء كانت تاريخية أو إجتماعية أو إقتصادية أو ثقافية أوسياحية.
وكان المكتب السياحى المصرى بفيينا يقوم بتوجيه الدعوة لجميع المدارس الثانوية للمشاركة فى هذا المشروع والذى يلقى ترحيباً كبيرا من جميع الجهات التعليمية لأثره الإيجابى فى تنمية المعلومات والقدرة المعرفية لدى الطلبة والطالبات المشاركين .
ودعما وتحفيزا للمشاركة فى المسابقة يتم إمداد كافة المدارس بالمعلومات العامة عن مصر والتى ترسل لهم فيما يعرف “بالحقيبة المدرسية ” , لتكون بمثابة نواة لأفكار مشاريع يدخلون بها هذه المسابقة .
كما قام المكتب بإنشاء موقـع إلكتـرونى على شبكة الإنترنت خاص بالمسابقـة يتوفر به كافة المعلومات الأكثـر دقة وتعمقا فى حالة رغبة الطلبـة الباحثين فى الحصـول على مزيـد من
المعلومات , مع توفير خط تليفونى ساخن يوميـاً مخصص للإجابة على أية تساؤلات أو إستفسارات خاصة بالمشروع.
وقد نجحت الهيئة فى تشكيل لجنة تحكيم للمشاريع المقدمة متضمنة مندوب منظمة اليونسكو بالعاصمة النمساوية فيينا , وممثلا لوزير التعليم النمساوى , وكان لمشاركتهم إنعكاسا لتأييد المسئولين عن التعليم بالنمسا لتنفيذ هذه المسابقة داخل المدارس النمساوية , هذا بجانب السفير المصرى والمستشار السياحى ومندوبى الشركات الداعمة للمسابقة وتصادف فى إحدى زياراتى للنمسا يتم التحكيم لإختيار المشروعات الفائزة واشتركت فى التحكيم وكانت تحربة جديرة بالإهتمام وسعدت لها كثيراً.
هذه المسابقة كانت تهدف فى المقام الأول إلى التقريب بين الشعـوب خاصة بين هذه الفئة العمرية الهامة مـن الشباب والشابات والذين يشكلون جيل المستقبل فهم أفضل دعاة لمصر فى بلادهم ، ومن حانب آخر فإن القيمة الإيجابية المستفادة من نوعية المشاريع المقدمة وإستغلال مكوناتها فى الدعاية
لمصـر ، وفى هذا الصدد اذكر أن إحدى المشاريع الفائزة فى هذه المسابقات كانت عبارة عن سـرد كامل لمسيرة الحضارة المصرية القديمة من خلال مجسمات بالحجم الطبيعى للعديد من الآثار المصرية القديمة بما فى ذلك مجسم لمقبرة الملك توت عنخ آمون بالحجم الطبيعى, قام طلبة وطالبات إحدى المدارس الثانوية بتنفيذها بأنفسهم . ومما يلفت النظـر والإعجاب أنهم قاموا بإستغلال هـذه المجسمات فى إقامة معرض سياحى عن مصر أفتتح فى مدينتهم وإستمر لمدة شهر.
ما أروع أن يقوم شباب أجنبى نيابة عنا ودون حتى الإيعاز من أية جهة بتنظيم أسبوع سياحى مصـرى بمدينتهم , فتتضاعف بذلك قيمة عنصر الترويج السياحى إلى مصر .
وبالطبع إذا نظرنا إلى مشروع تربية جيل المستقبل من الأجانب فى حب مصر خارج حدود بلدنا بمنظور أوسع وأعمق لجعلنا من تجربة الدكتور حازم عطية الله مشـروعا قومياً وهدفا إستراتيجياً لاتقدر على القيام به وزارة
أو هيئة بمفردها , بل يجب أن تتضافر كافة جهـود الدولة لمساندته ودعمه لتقوم سفاراتنا فى الخارج بالدور الرئيسى فى تنفيذه مـن خلال مكاتبنا الفنية المختلفة بها من سياحية , وثقافية وإعلامية , وتجارية .
اعتقد أنه الوقت المناسب لأن ننظر إلى أجيال المستقبل من غير المصريين فى الخارج ليصبحوا سفراء لنا “فى حب مصر”

زر الذهاب إلى الأعلى