منوعات وسوشيال

جهود مصر لإنقاذ افريقيا من آثار “التغير المناخي”

تقرير - حبيبة نصار:

عقب انتهاء مؤتمر قمه المناخ في شرم الشيخ توالت الاشادات الدولية علي مصر لنجاحها اللافت فى تنظيم المؤتمر وانعكاساً حقيقياً لما اسفرت عنه مناقشات قمة شرم الشبخ التى كان فى مقدمتها “إنشاء صندوق المخاطر و الاضرار وتعويض الدول المتضرره من تغيير المناخ.
واللافت للنظر أن هناك اهتمام بالغ بمسألة تأثير المناخ بشكل متزايد علي افريقيا وهو ما يرجع فى الأساس الى عدة عوامل ، فهذه التأثيرات محسوسة بالفعل وسيزداد حجمها اذا لم تتخذ دول العالم اجراءات وخطوات حقيقية للحد من الانبعاثات الكربونية العالمية .
وهذه التاثيرات تشمل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف وتغيير انماط سقوط الامطار وزياده تغيير المناخ وتؤثر هذه الظروف علي انتاج الطاقه واستهلاكها ، وقد اثر الجفاف الاخير في العديد من البلدان الافريقية الذي ارتبط بتغيير المناخ تاثيرا سلبيا علي أمن الطاقة والنمو الاقتصادي في جميع أنحاء القارة السمراء.
وهناك مسألة فى منتهى الأهمية تتمثل فى أن الزراعة بطبيعتها تتاثر كثيرا بالظروف المناخية وهي من أكثر القطاعات عرضة لمخاطر تغير المناخ العالمي وتأثيراته الضارة ، وهو ما يجسد الخطر فى أسوأ صوره خاصة أن القطاع الزراعي في معظم البلدان الأفريقية هو في الأساس صغير نسبياً ويعتمد عل الامطار مما يجعله عرضة بشكل خاص لتقلب المناخ واثاره ومن المرجح أن تؤدي الاضطرابات الملحوظة والمتوقعة في انماط هطول الامطار بسبب تغير المناخ الي تقصير الفصول المتزايدة والتاثير على انتاجية المحاصيل في العديد من اجزاء افريقياً ، علاوة على ذلك فإن القطاع الزراعي في افريقيا يهيمن عليه مزارعين من أصحاب الممتلكات الصغيرة الذين لديهم إمكانية محدودة للحصول على التكنولوجيا والموارد اللازمة للتكيف مع التغيرات المناخية.
مما يجعلنا أمام حقيقة مؤكده تتمثل فى التغير المناخي كان ومايزال يمثل المصدر الرئيسي لتقلبات انتاج الغذاء العالمي في بلدان العالم النامية التي يعتمد فيها الانتاج على الامطار اعتمادا شديداً ، ولا سيما التباين بين السنوات في الهطول وأنماط درجات الحرارة والظواهر الجوية الشديدة (الجفاف والفيضانات) ويتوقع أن تزداد هذه الأحداث المناخية في المستقبل ويتوقع ان تكون لها اثار كبيرة على قطاع الزراعة وسيكون لذلك تاثير سلبي على اسعار الاغذية والامن الغذائي والقرارات المتعلقة باستخدام الاراضي.
مما يتعين على البلدان الافريقية ان تبني إطارا قانونيا وطنيا لإدارة الموارد الغذائية وفقا للتقلب المناخي المتوقع خاصة أن جودة المياه وتوافرها في معظم مناطق أفريقيا قد تدهورت بسبب تغير المناخ وتوفر البحوث السابقة وتوقعات المناخ أدلة كافية على أن الموارد المائية ضئيلة وان احتمال تاثرها بشدة بتغير المناخ مع عواقب وخيمة على المجتمعات البشرية ، ويتوقع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ أن يواجه ملايين الناس في أفريقيا باستمرار ضغطا متزايدا على المياه بسبب تغير المناخ.
لقد واصلت مصر التعاون علي المستوي الثنائي مع كافه الدول الأفريقية ، الأمر الذي انعكس علي حجم الزيارات المتبادلة واللقاءات رفيعة المستوي بين مصر والدول الافريقية .
لقد أكد الرئيس السيسى مراراً وتكراراً على أن القارة الأفريقية بحاجة إلي بنية أساسية مكتملة الأركان لدعم تنفيذ الجهود المستهدفة .
وهذا الأمر وبكل تأكيد لا يمكن أن يتم بأى حال من الأحوال إلا من خلال مشروع دولي ضخم يحشد الموارد والدعم من الدول الكبري والخبرات التنموية الدولية لتحديد رؤية شاملة لتلك البنية الأساسية  التي تعتبر حتمية لنجاح جهود التنمية فى القارة الأفريقية.

زر الذهاب إلى الأعلى