مقال كلام مفيد

حسين الزناتى .. نموذجاً

بقلم - أشرف مفيد

0:00

أعلم جيداً أن شهادتى فى حسين الزناتى “مجروحة” لأنه فى حقيقة الأمر أخ غالى وصديق عزيز وفوق هذا وذاك فهو “عشرة عمر” ، ولكن لا أكتب الآن عن “الصديق” حسين وإنما عنه بصفته رئيس تحرير مجلة علاء الدين وعضو مجلس نقابة الصحفيين فأنا لم تصلنى هذه المجلة منذ تولى رئاسة تحريرها علماً بأنها كانت ترسل لى وبشكل منتظم من رؤساء تحريرها الذين كانت تربطنى بهم علاقة زمالة فقط ، أما عمله النقابى فأنا لا احتاج من النقابة سوى تجديد اشتراك مشروع علاج الصحفيين وهو أمر بعيد عنه تماماً.
أكتب الأن عن حسين الزناتى لأنه منذ ٤٨ ساعة مضت تسبب فى عملية إرباك حقيقية للكثير من المؤسسات الصحفية القومية وربما يكون قد حدث ذلك داخل المؤسسة نفسها ، بل هو – وبدون قصد طبعا – اسقط ورقة التوت عن الكثيرين من محدودى الموهبة الذين يختبئون خلف مبررات واهية من نوعية قلة الامكانات وعدم توافر الموارد المالية وقسوة الظروف الاقتصادية التى تطحن الجميع بلا هوادة ، وبالتالى نجدهم عاجزون عن عمل أى شئ او تقديم أى شئ سوى الحاق الأذى لكل من ليس على هواهم.
ما فعله حسين الزناتى أنه غرد خارج السرب ولكن بحسابات دقيقة حتى لا يتوه وهو فى طريق العودة ، كما أنه فكر خارج الصندوق ولكنه كان تفكيراً عقلانياً وبشكل واقعى .. وفوق كل هذا وذاك أنه نفذ وبشكل دقيق هذا الدستور الربانى ” إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” .. كل ما فعله الزناتى أنه اتقن “الصنعة” فجاءت النتائج بأفضل مما كنا نتوقع بل أكثر مما كان يتوقعه هو .
اتحدث هنا عن المؤتمر الذى نظمه حسين الزنانى من خلال مجلة علاء الدين التى يتولى رئاسة تحريرها وهو المؤتمر السنوي الأول الذى أقيم تحت عنوان « أطفالنا مستقبلنا.. صحة الطفل المصري أولوية» تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي وحضره عددا كبيراً من الوزراء والخبراء والشخصيات العامة والمعنيين بهذا الملف المهم .
ردود الافعال الاكثر من رائعة حول المؤتمر فضحت وعلى الهواء مباشرة “أكذوبة” أن المؤسسات الصحفية القومية قد شاخت ولم تعد قادرة على صنع اى شئ سوى وضع اليد على الخدود والبكاء على الأطلال واجترار ذكريات ايام زمان التى ولت بلا رجعة .
يا سادة .. الطموح والرغبة فى النجاح قادرة على صنع المعجزات وهو ما فعله حسين الزناتى بتنظيم هذا المؤتمر المهم والذى جاء على هذا النحو من الروعة فى التخطيط والتنفيذ والمتابعة.
اعلم ان ما أكتبه الآن عن هذا المؤتمر قد يغضب البعض .. ولكنها الحقيقة المرة .
نحن فى ازمة اقتصادية وهذا صحيح جدا ولكن الأزمة الحقيقية ليست فى عدم توافر الموارد المالية وإنما فى “ضحالة” التفكير وعدم القدرة على الخلق والإبتكار.
وأخيراً .. سامحك الله يا “حسين” اجبرتنى على الكتابة فى موضوع الكل يتحدث عنه ولكنه للأسف الشديد مجرد أحاديث بأصوات خافته داخل الغرف المغلقة وذلك لسبب بسيط وهو أن ” الحيطان لها ودان”

زر الذهاب إلى الأعلى