مقالات الرأى

أشرف مفيد يكتب : ممدوح الليثى نموذجاً

لم أتمكن من متابعة دراما موسم رمضان هذا العام لأسباب صحية ، ولكنى كنت حرصاً منذ اليوم الأول على أن قراءة المتابعات اليومية التى تكتظ بها مواقع السوشيال ميديا حول هذا الاعمال الدرامية ، ونتيجة الاستفزازات التى رأيتها على السوشيال ميديا بسبب المحتوى المتفاوت انزلقت قدمى فى وحل “المشاهدة ” وفوجئت بأن اصبحت ابابع بعض الاعمال الدرامية وليتنى ما فعلت هذا الأمر “المشبن” بالنسبة لى ، فقد اصابنى احباط شديد نتيجة ما لمسته من تدنى مستوى موسم دراما رمضان ٢٠٢٤ .
ووسط حالة الاحباط التى سيطرت على مشاعرى ، تذكرت على الفور الراحل ممدوح الليثى الذى كانت تربطنى به علاقة “أبوة” فقد كان يعتبرنى ابنا له وليس مجرد علاقة صحفى بمصدر .
حينما تذكرت الليثى عدت الى الوراء عدة سنوات لتنتعش ذاكرتى بتلك “التوليفه الرائعة” و” الخلطة السرية” التى كان يقدم من خلالها للمشاهدين سواء فى مصر والمنطقة العربية كلها اعمالاً درامية “متعوب فيها” فاصبحت ترضى كافة الاذواق من خلال محتواها الراقى الذى أهم ما يميزه أنه يحترم جميع افراد الاسرة ومراعاة اعتبارات الذوق العام .
ما شاهدته من اعمال درامية هذا العام اقل ما يمكن ان توصف به انها “سمك لبن تمرهندى” وللاسف الشديد على الرغم من أنها تتبع حهة انتاجية واحدة إلا أنها انحرفت عن مسارها وتصبح “أكل عيش” حيث الجرى وراء التريند ..
هذه الحالة “المتردية” التى بدت عليها الدراما دفعتنى لأن أقرأ الفاتحة ليس على روح الراحل العزبز ممدوح الليثى وحسب بل على روح “الريادة” أيضاً ، تلك الرياده الابداعية لمصر والتى ذهبت مع الريح وتبخرت وتمت تصفيتها بفعل فاعل ومع سبق الاصرار والترصد .
يقولون فى الامثال “إدى العيش لخبازه حتى ولو اكل نصه” كان هذا المثل ينطبق قولا وعملاً على دراما الزمن الجميل والناس الأجمل ، فقد كان كل شئ يتم بحساب وبدارسه وبمعايير واصول ، ولكن مع مرور الوقت يبدو أن الخباز لم يعد خبازاً ورغم ذلك فهو يأكل كل الخبز ولا يترك لغيره حتى ولو “الفتات”
رحم الله الرواد الاوائل الذين كانوا يعملون وفق رؤى واستراتيجيات بعيدة المدى فحافظوا على ريادة مصر فى الدراما ، وبالطبع فى مقدمة هؤلاء الرواء الاوائل ممدوح الليثى والذين ساروا على نهجة، ورحم الله زمن كان المسلسل المصرى يلتف حوله المشاهد العربى من المحيط الى الخليج ، ولم يتوقف الأمر عند حد المشاهده فقط بل كان الناس باختلاف بلادهم ولهجاتهم وعاداتهم وثقافاتهم يتفاعلون معه ويتأثرون بأحداثه وهو ما كان يحدث باافعل مع اعمال خالدة مثل “رأفت الهجان” و”أم كلثوم” والأعمال الدينيه العظيمة والرائعة ومنها على سبيل المثال “محمد رسول الله ” و”لا اله الا الله” .
كل عام وانتم بخير ، ورمضان كريم

زر الذهاب إلى الأعلى