مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : أبو نسب..الكوميديا  تتألق في نهاية 2023

صراحة لم أرفع سقف توقعاتي عاليا خاصة أن البرومو كان غير جذاب كثيرا ولكن منذ الدقائق الأولى يبدأ الفيلم سريعا في صناعة مواقف كوميدية جيدة مع تقديم للأبطال الرئيسين بشكل جذاب خاصة ماجد الكدواني .
الفيلم اعتمد يشكل أساسي على كوميديا الموقف والمبالغة في ردود الأفعال خاصة من البطل محمد امام والذي يقدم شخصية تتناقض تماما مع عائلة زوجته وكانت ردود فعله الكوميدية  مقبولة جدا فيما عدا بعض المواقف التي كانت المبالغة في ردود أفعالها غير موفقة مثل موقف إطلاقه النار في اجتماع العصابة.
ولكن في المجمل كانت المبالغة في ردود أفعاله جيدة وتناسب الشخصية الطيبة المسالمة التي يقدمها وتصطدم بإمبراطورية إجرامية.
السيناريو مثل معظم أفلام المؤلف أيمن وتار فكرة جيدة ولكن السيناريو والحوار أقل منها ولذلك الإخراج والتصوير والاختيار الجيد جدا للوكشن كلها عوامل ساعدت كثيرا على تلافي عيوب السيناريو والحوار والتي بدت أحيانا غير منطقية في تسلسل وتصاعد الأحداث ، والتي تبدأ بموقف كوميدي والبطل يقدم خاتم الزواج للبطلة ! وتتصاعد الأحداث بظهور الأب “المجرم”.
لم نعرف متى وكيف نشأت قصة الحب القوية بين على وداليا ! ولذلك مبرر قراره البقاء بجوار حبيبته لمواجهة هذا العالم الإجرامي كان ضعيفا !
الفيلم تشعر إنه يحمل عدة أفكار تم معالجتها سينمائيا في أفلام شهيرة سواء فكرة الأب الغيور على ابنته والرافض لزواجها وشخص آخر يأخذها بعيدة عنه أو فكرة المفاجأة بوجود عائلة إجرامية، ولكن الفيلم نجح في الخروج من فخ التكرار وصنع صورة ومواقف كوميدية جديدة.
كثرة الشخصيات في العمل سلاح ذو حدين هو بالطبع ميزة إنتاجية تضاف للفيلم ولكن يجب أن يتم توظيفها بشكل جيد ونجح الفيلم في ذلك مع أغلب ضيوف الشرف خاصة شخصية ماجد المصري وكانت أضعف الشخصيات في البناء الدرامي الأم ” وفاء عامر و هالة فاخر” ، حيث تم اختفاء أم العروس وأم العريس دون مبرر ولم يظهرا بعد بداية الأحداث والصراع المشتعل ، وخاصة أنهما ظهرا في بداية الأحداث بشكل مؤثر !
المخرج رامي إمام بصمته واضحة في هذا العمل ويقدم واحد من أفضل أفلامه ونجح في صناعة مواقف سريعة كوميدية  ومتلاحقةوإدارة الممثلين وضيوف الشرف بشكل جيد وخاصة محمد إمام وماجد الكدواني.
محمد إمام فنان ذكي ومجتهد في اختياراته ونجح في إثبات وجوده رغم صعوبة المهمة بسبب اقتران اسمه بأحد أساطير الفن المصري ، ولكنه نجح في فرض أسمه على شباك تذاكر السينما ودائما يكون معه فريق عمل من الممثلين وضيوف الشرف متميزين منذ بطولته الأولى ” كابتن مصر ” وهنا تخلى عن فكرة بطل الأكشن وكالعادة يعمل على شكل الكاركتر بتفاصيل مناسبة وقدم شكل وملامح جديدة لشخصية الطبيب المسالمة الساذجة لدرجة أن ياسمين صبري في بعض المشاهد هي التي تقدم الأكشن نيابة عنه ! وهو ما خلق كوميديا موقف جيدة، وهنا أريد أن أوجه له نصيحة يجب أن يعيد حساباته في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام التي تأتي لتحتفي به لأني قرأت تعليقات غاضبة لهم بسبب تجاهلهم وعدم الحديث لهم.
أما البطلة ياسمين صبري كان لديها فرصة كبيرة للعمل بشكل أفضل على تفاصيل الدور في الشكل والأداء لتقدم كاركتر مختلف لأنها بدأت تسقط في فخ التكرار وألا تعتمد فقط على الكاريزما والحضور الكبير لها، الجمهور بالتأكيد يصاب بالملل في وقت ما، يجب عليها أن تجتهد أكثر في تفاصيل الشخصية التي تقدمها،الممثل الشاطر يدرس نقاط ضعفه ويعالجها أو يعوضها بأشياء أخرى.
مساحة الشخصية والمفاجأة التي تحملها كانت يجب أن استغلها بشكل أفضل وممكن القول إنها قدمت الدور بشكل مقبول .
ماجد الكدواني حضور طاغي وأحد أسباب نجاح الفيلم دون شك وقدرته الكبيرة على تجسيد شخصية المجرم إلى جانب تقديمه بعض ملامح الكوميديا للشخصية الشريرة في حواره مع الابنة أو زوجها ببراعة يثبت دائما إنه ممثل قدير ولديه مهارات كثيرة للتقمص.
محمد لطفي وعلاء مرسي ظهرا بشكل جيد وأضافا للكوميديا خاصة محمد لطفي.
الفيلم كوميدي ومسلي جدا، نجح المخرج في صناعة التوليفة “الآمنة” لشباك التذاكر وبالتأكيد سيحقق إيرادات كبيرة في دور العرض ربما تتجاوز إيرادات فيلم “عمهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى