كون فريد الأطرش ثنائيا فنيا ناجحا مع الراقصة سامية جمال، لكنه تم الانفصال الفني بعدما نشبت الخلافات بينهما وظل فريد يبحث عن راقصة وممثلة يقدمها بديلا عن سامية جمال بعد خلافه معها، وأثناء تواجده في باريس شاهد “ليلى الجزائرية” في أحد الملاهي هناك وعرض عليها أن ترافقه إلى مصر وتعمل معه في السينما بعقد مدته ثماني سنوات، وكان يريد بذلك تعويض الفراغ الذي تركته الراقصة سامية جمال بعد خلافها معه وزواجها.
وليلى الجزائرية هي ممثلة وراقصة جزائرية، اسمها الحقيقي فاطمة الزهراء حكيم، لكن الفنان فريد الأطرش اختار لها اسم ليلى الجزائرية ولدت في مدينة الشلف الجزائرية عام 1930 ، وأظهرت منذ طفولتها ميولا نحو مشاهدة الأفلام السينمائية وتقليدها وساعد على هذا وجود دار للسينما بجوار منزلها.
وكان والدها يستعد لتزويجها من ابن عمها وهى في الثالثة عشر من عمرها لولا توسط احد أقاربها الذي كان يشجعها على موهبتها وقرر ان يتبناها فنيا.
تعلمت “ليلى الجزائرية” الرقص الشرقي في الجزائر، وأصرت على أن تخوض التمثيل بعيدا عن بلدها وكان طموحها ان تكون مثل الفنانات المصريات والفرنسيات والتحقت “ليلى” بفرقة محيي الدين بشتارزي المسرحية، وشاركت لأول مرة في مسرحية المجرم وهي في الخامسة عشرة من عمرها، حيث أشادت الصحافة بادائها، مما جعلها تستمر كممثلة مسرحية لثلاث سنوات على التوالي ، حتى انتقلت إلى فرنسا خلال عطلة صيفية، وهناك تعلمت فن الرقص الكلاسيكي على يد إحدى الراقصات المحترفات.
وعندما جاءت إلى مصر دخلت عالم الشهرة من أوسع أبوابه عندما رقصت على واحدة من أشهر الاغانى الا وهى أغنية “نورا”.ضمن إحداث فيلم “لحن حبي” بالاشتراك مع الفنان الكبير “حسين رياض” والفنانة “صباح” عام 1953
ومن هنا أصبحت الوجه الجديد “ليلى” هي حديث الصحافة والوسط الفني والمرأة الجديدة في حياة الموسيقار الكبير.
وعلى الرغم من وقوع فريد الأطرش في حب ليلى الجزائرية، إلا أن هذه القصة لم تستمر سوى 5 سنوات بسبب ارتباطها بلاعب كرة مغربي يُدعي “بلمحجوب” تزوجته عام 1955 لمدة 57 عاماً واعتزلت الفن بعد ذلك، ولم يسفر التعاون الفني بين ليلى الجزائرية وفريد الأطرش سوى عن 3 أفلام فقط.
وأثناء وجود “ليلى الجزائرية” في المغرب لزيارة والدتها بعد ان تزوجت وعاشت هناك استغل التلفزيون الفرنسي وجودها في الدار البيضاء واستضافها في لقاء حواري وكان البرنامج يستضيف فنان مع لاعب كرة وكان هذا اللاعب هو “عبد الرحمن بلمحجوب” الذي كان حينها نجما في مجال كرة القدم ،وبعد انتهاء التسجيل تم التوجه إلى دار السينما لمشاهدة عرض فيلم “لحن حبي” بعد ان دعته ليلى إلى ذلك.
وقد بعث “عبد الرحمن” دعوة إلى “ليلى” لحضور مباراة في باريس عام 1954 بين منتخب إفريقيا الشمالية والمنتخب الفرنسي، وكانت تلك كانت مقدمة لقصة حب جمعت بين ليلى وعبد الرحمن وانتهت بالزواج في نفس العام لتعتزل الفن بعدها.