عيادة مصر الآنمنوعات وسوشيال

دراسة صادمة.. ماذا يعني وجود صراصير في منزلك؟

0:00

كشف باحثون في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية عن صلة مثيرة للقلق بين تفشّي الصراصير وارتفاع مستويات المواد المثيرة للحساسية والسموم البكتيرية المعروفة باسم الإندوتوكسينات في المنازل، مما يؤكد أن مكافحة هذه الآفات قد تسهم بشكل كبير في تحسين جودة الهواء الداخلي وصحة السكان.

وذكرت الدراسة، التي أُجريت في مجمعات سكنية بمدينة رالي بولاية كارولاينا الشمالية، أن القضاء على الصراصير بشكل فعال يقلل من تركيز المواد الضارة في المنازل، بما يعزز بيئة سكنية صحية، لا سيما في المجمعات متعددة الوحدات حيث تكثر حالات التفشي.

وأوضحت النتائج أن الإندوتوكسينات، وهي جزيئات تُطلق عند موت البكتيريا وتوجد في فضلات الصراصير، تلعب دورا رئيسيا في تدهور جودة الهواء الداخلي في المنازل.

وقال كوبي شال، خبير الحشرات البارز في الجامعة: “الإندوتوكسينات مهمة لصحة الإنسان، حيث إن استنشاقها قد يثير ردود فعل تحسسية”، وفقا لموقع sustainability-times.

وأظهرت الدراسة أن المنازل التي تحتوي على الصراصير كانت تسجّل مستويات أعلى من الإندوتوكسينات مقارنة بالمنازل الخالية منها، خاصة في مناطق السكن منخفضة الدخل، ما يشير إلى أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية قد تزيد من التعرض لهذه الملوثات.

كما كشفت الدراسة أن الصراصير الإناث تنتج نحو ضعف كمية الإندوتوكسينات مقارنة بالذكور، نظرا لكميات الطعام التي تتناولها، ما يجعل المطابخ مناطق رئيسية لتراكم هذه السموم.

ADVERTISING

ولقياس أثر مكافحة الصراصير، قسّم الباحثون الشقق المصابة إلى فئتين، شقق خضعت للإبادة المهنية وأخرى لم تُعالج، مع تضمين مجموعة ضابطة من المنازل الخالية من الصراصير.

وبيّنت النتائج أن المنازل غير المعالجة حافظت على مستويات عالية من المواد المثيرة للحساسية والإندوتوكسينات، بينما أظهرت المنازل التي تمت معالجتها انخفاضا ملحوظا في هذه المواد.

وقالت مادهفي كاكومانو، الباحثة المشاركة في الدراسة: “الآفات لا تنتج المواد المثيرة للحساسية فقط، بل يمكن أن تنتقل عبر الهواء، مما يزيد صعوبة ضمان بيئة داخلية صحية”.

وتخطط فرق البحث لدراسة كيفية تفاعل المواد المثيرة للحساسية والإندوتوكسينات للصراصير في نماذج حيوانية للربو، مع احتمالية ارتباط هذه التفاعلات بتفاقم الأعراض، ما قد يسهم في تطوير استراتيجيات جديدة لإدارة الربو لدى السكان المتأثرين.

وتم نشر الدراسة في مجلة The Journal of Allergy and Clinical Immunology: Global، وشارك فيها خبراء من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية، وجامعة كنتاكي، وجامعة تورنتو، وتم تمويلها من وزارة الإسكان الأمريكية والمعاهد الوطنية للصحة، في خطوة تؤكد أهميتها للصحة العامة.

وتثير نتائج الدراسة تساؤلات حول التداعيات الأوسع للمواد المثيرة للحساسية والإندوتوكسينات المرتبطة بالآفات على صحة الإنسان، وتسلط الضوء على ضرورة جهود مجتمعية وسياسات مدروسة للحد من هذه المخاطر وتحسين جودة الهواء الداخلي للجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى