منوعات وسوشيال

اكتشاف ناسا على المريخ.. علامات حياة قديمة أم إنذار كاذب؟

0:00

أثار إعلان ناسا الأخير جدلاً واسعاً بعد كشفها عن علامات محتملة على وجود حياة ميكروبية قديمة على المريخ، وبينما يرى بعض العلماء أن الاكتشاف قد يكون أقوى دليل حتى الآن على أن الكوكب الأحمر كان صالحاً للسكن في الماضي، يحذر آخرون من أن هذه المؤشرات قد تكون مجرد نتيجة لعمليات جيولوجية طبيعية، ما يطرح سؤلاً جوهرياً: هل نحن أمام خطوة تاريخية نحو إثبات الحياة خارج الأرض، أم مجرد إنذار كاذب جديد؟
ففي إعلان مثير هز مجتمع الفلك الأسبوع الماضي، كشفت وكالة ناسا عن اكتشاف محتمل لعلامات حياة ميكروبية قديمة على المريخ، الاكتشاف جاء عبر مركبة بيرسيفيرانس التي عثرت على صخرة غريبة الشكل تحمل معادن مرتبطة بالحياة على الأرض، ما أثار تكهنات بأن الكوكب الأحمر قد كان صالحاً للسكن في الماضي.
إذا تأكدت هذه النتائج، فسيكون هذا أول دليل قوي على أن الحياة يمكن أن تنشأ في أي مكان تتوافر فيه المياه والمركبات العضوية والطاقة الكيميائية، وهو اكتشاف قد يغير فهم البشرية للكون وإمكانية الحياة خارج الأرض.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أنه لا يمكن استبعاد أن تكون هذه العلامات ناجمة عن عمليات غير حيوية، وأن التأكيد النهائي يتطلب إعادة العينات إلى الأرض لاختبارات أكثر دقة، وهو مشروع معقد ومكلف قد يمتد لعقد آخر.
بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” فإن الأدلة السابقة التي أشارت إلى وجود حياة ميكروبية قديمة على الكوكب الأحمر لم تُثبت صحتها. وإذا ثبتت صحة هذا الاكتشاف، فسيكون أمرًا بالغ الأهمية.
وقال شون دافي، المدير المؤقت لوكالة ناسا،:”قد يكون هذا هو أوضح دليل على الحياة وجدناه على المريخ على الإطلاق، وهو أمر مثير للغاية.”
إثبات وجود حياة قديمة يشير إلى أن المريخ كان صالحًا للسكن في الماضي، وأن الحياة قد تنشأ في أماكن أخرى من النظام الشمسي. ولكن، لم تكن هذه المرة الأولى التي تصدر فيها ناسا مثل هذا الإعلان الجريء.
في عام 1976، أجرى المسباران Viking 1 وViking 2، وهما أول مركبتين أمريكيتين تهبطان على سطح المريخ، ثلاث تجارب على تربة الكوكب أشارت نتائجها الأولية إلى احتمال وجود حياة. لكن العلماء في ناسا خلصوا لاحقاً إلى أن هذه النتائج لم تكشف عن أي مادة حيوية.

في عام 1996، قالت ناسا إن فريقاً بحثياً وجد حياة ميكروبية قديمة داخل نيزك مريخي عمره أربعة مليارات سنة وصل إلى القارة القطبية الجنوبية، بما في ذلك أحافير ميكروسكوبية وجزيئات عضوية وبنى معدنية. وبعد سنوات من الجدل، قرر فريق دولي أن هذه الخصائص نتجت عن مياه مالحة متدفقة خلال الصخر عند تكوينه على المريخ.
الاكتشاف الأخير تم بواسطة مركبة المريخ بيرسيفيرانس، التي عثرت في عام 2024 على صخرة غير عادية على شكل سهم على الضفة الشمالية لمجرى نهر جاف كان يملأ في السابق حفرة جيزيرو، وهي منطقة بعرض 28 ميلاً على المريخ.
أظهرت الاختبارات الأولية باستخدام أدوات المسبار أن الصخرة مغطاة ببقع تشبه النمر وتحمل بصمة الفيفيانيت والغريغيت، وهما معدنان غنيان بالحديد يوجدان على الأرض في الرواسب والمستنقعات العضوية وحول المواد العضوية المتحللة.
يُنتج بعض الميكروبات على الأرض الغريغيت، مما دفع الباحثين للاستنتاج بأنه قد يكون علامة على حياة ميكروبية قديمة على المريخ. ومع ذلك، قد يكون لهذا الأمر أسباب غير حيوية.
وقال جويل هوروفيتز، عضو فريق البحث : “هناك طرق غير حيوية لتكوين هذه الخصائص لا يمكننا استبعادها تمامًا.”
إذا ثبتت صحة الاكتشاف، فسيكون أول دليل قوي على أن الحياة يمكن أن تنشأ في أي مكان يتوفر فيه الماء والمركبات العضوية والطاقة الكيميائية، وفقًا لماريو بارينتي، أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الكمبيوتر في جامعة ماساتشوستس، الذي لم يشارك في الدراسة.
وقال هوروفيتز وزملاؤه إن الطريقة الوحيدة لتأكيد الاكتشاف هي إعادة العينات إلى الأرض لإجراء اختبارات أكثر تطوراً، لكن هذا الأمر غير مرجح أن يحدث قريباً.
خطة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية تنص على إعادة حوالي 30 أنبوبًا محكم الإغلاق يحتوي على الصخور والرواسب من مركبة بيرسيفيرانس في العقد الثالث من القرن الحالي، لكن المهمة تجاوزت الميزانية، وتقدر تكلفتها بأكثر من 8 مليارات دولار.
وقامت إدارة ترامب بإلغاء المهمة من ميزانية 2026 المقترحة. وقال دافي إن ناسا تبحث عن طرق أرخص لإعادة العينات، أو إرسال رواد فضاء إلى المريخ.

زر الذهاب إلى الأعلى