منوعات وسوشيال

250 عاماً في الفضاء.. رحلة بشرية إلى النجوم بلا عودة

0:00

تخيل أن تودّع الأرض إلى الأبد، وتبدأ رحلة لن تنتهي في عمق الفضاء، رحلة تستمر 250 سنة كاملة، بلا عودة، نحو نجم بعيد لا يعرفه إلا القليل! هذه ليست قصة خيال علمي، بل تصميم حقيقي لمركبة فضائية عملاقة تُحاكي المستقبل الذي ينتظر البشرية.
في مشروع طموح يدمج بين الهندسة، العلم، والخيال العلمي، ظهرت تصاميم مبتكرة لسفن فضائية عملاقة قادرة على نقل آلاف البشر في رحلة واحدة باتجاه نجم “بروكسيما سنتوري”، أقرب النجوم إلى الأرض، في مهمة تستغرق حوالي 250 عاماً — رحلة بلا عودة.
تصميم “كريساليس”: سفينة الأجيال التي تحمل الحياة بين النجوم
وبحسب تقرير لصحيفة “الغارديان” فإن أحد أبرز التصاميم الفائزة في مسابقة “مشروع هايبريون” هو سفينة فضائية عملاقة تدعى “كريساليس”، طولها 58 كيلومتراً، قادرة على استيعاب نحو 1000 إلى 1500 شخص يعيشون أجيالاً كاملة داخلها حتى الوصول إلى النجم المستهدف.
ما الذي يجعل “كريساليس” مختلفة؟
تحتوي “كريساليس” مناطق زراعية ضخمة لزراعة الغذاء النباتي وتجديد الأكسجين ، وبها مساحات بيئية متنوعة تشمل الغابات، السهول، حتى الصحارى، لمحاكاة بيئة الأرض، بالإضافة إلى مساكن معيارية مرنة: تسمح للأفراد بالتنقل بين المناطق حسب الحاجة، ومرافق تعليم وترفيه: مكتبات، مدارس، حدائق، وصالات رياضية. كما تحتوي على “قبة الكون” وهي قبة زجاجية ضخمة تسمح بالاتصال البصري مع الفضاء والنجوم، وتوجد طاقة متجددة ومستدامة عبر مفاعلات الاندماج النووي وأنظمة تدوير المياه والمغذيات.
الحفاظ على التنوع البيولوجي

يحتوي المشروع على بنك وراثي يحفظ بذور النباتات، أجنة الحيوانات، والحمض النووي لأنواع متنوعة، بهدف إعادة بناء التنوع البيولوجي عند الوصول إلى الكوكب الجديد. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الفريق الاعتماد بشكل رئيسي على نظام غذائي نباتي مع إنتاج بروتين صناعي لتقليل استهلاك الموارد، مع تخصيص مساحة رمزية قليلة للحيوانات لأغراض بيئية وجمالية.
الحياة الاجتماعية على متن السفينة
تُعتبر الحياة الاجتماعية والنفسية من التحديات الكبرى في هذه الرحلة الطويلة. لذلك، يطرح التصميم إطارًا اجتماعيًا متطورًا يُتيح للأفراد حرية تكوين العلاقات الأسرية والاجتماعية .
“قبة الكون”: نافذتك إلى الفضاء
واحدة من أكثر عناصر التصميم إثارة هي “قبة الكون” — قبة ضخمة زجاجية توفر إطلالة بانورامية على الفضاء الخارجي، ما يعزز الشعور بالارتباط بالكون ويُسهم في دعم الصحة النفسية للسكان.
في هذه القبة، تُعقد الاجتماعات السنوية التي تجمع جميع الركاب لمناقشة القرارات المجتمعية، ما يجعلها مركزاً حيوياً للحياة السياسية والاجتماعية على متن السفينة.
هل هو خيال علمي أم واقع قريب؟
رغم أن رحلة تستغرق 250 عاماً تبدو كأفكار الخيال العلمي، فإن مشروع “هايبريون” يُعد دراسة واقعية تدمج العلم والتقنية الحديثة في تخطيط لمستقبل بعيد، يحاول التمهيد لهجرة بشرية محتملة خارج الأرض، تحسباً للتحديات البيئية والسياسية التي قد تواجه كوكبنا.
هذا المشروع يُحفّز النقاش العالمي حول كيف يمكن للبشر أن يعيشوا ويزدهروا في الفضاء، وما هي البنى التحتية الاجتماعية والتقنية التي يجب تطويرها للحفاظ على حياتهم وأجيالهم القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى