فنون وابداع

هالة جلال: مهرجان الإسماعيلية منصة لدعم المواهب الجديدة في السينما المستقلة

كتبت : أنس الوجود رضوان

شهدت أفلام مسابقة “النجوم الجديدة” إشادة جماهيرية كبيرة خلال عرضها ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال.

وتضمنت العروض عددًا من الأفلام التي تعكس تجارب سينمائية جديدة لمخرجين صاعدين، وسط حضور جماهيري لافت ومناقشات مثمرة بين صناع الأفلام والنقاد.

ضمت قائمة الأفلام المعروضة في المسابقة: “أنا الشمس”، “غنوة”، “البر التاني”، “باسم الابن”، “رحيل”، “40”، “القطار 118″، و”4 أيام”، وتنوعت موضوعاتها بين قضايا اجتماعية وإنسانية، حيث تناول “أنا الشمس” رحلة سينمائية تتبع مخرجتين تسعيان لتحقيق شغفهما الفني في شوارع وسط البلد بالقاهرة، حيث تواجهان صعوبات بيئية ونظامية تحاول عرقلة مسيرتهما الإبداعية، مستوحى من روح “السينما الثالثة”، يقدم الفيلم تجربة في صناعة الفيلم بأسلوب Guerrilla وسرد قصصي حقيقي يعكس صراعهما من أجل التعبير الفني.

ويبرز الفيلم الفن كوسيلة مقاومة ويحتفي بقدرة الإبداع على تجاوز القيود، حتى تلك البسيطة مثل حمل كاميرا في شوارع بلد من دول العالم الثالث.

كما عرض فيلم “غنوة” فيما تدور احداث فيلم “البر التاني” في بداية نوبته الليلية الهادئة، يتلقى محمود، حارس الأمن، مكالمة غامضة من الماضي، تقلب هذه المكالمة غير المتوقعة ليلته رأساً
على عقب، وتجبره على مواجهة ثقل قرارات الماضي واحتمالات المستقبل المجهولة.

أما فيلم “باسم الابن” فتدور أحداثه شاب يعاني مـن الوحدة والاغتـراب تجاه والده، يدفعه قبوله في منحة لدراسة السينما لاكتشاف فردوس الأب المفقودة.

في حين استعرض “رحيل” قصة في لحظة تغير مصيره، يجد عبد ربه نفسه متورطاً في قضية اختلاس تدفعه إلى ارتكاب جريمة قتل بحق السارق الحقيقي، ويعود إلى منزله محاوال اختالس لحظات أخيرة من السكينة قبل أن تنقلب حياته رأساً على عقب، لكن مفاجأة غير متوقعة في انتظاره هناك تحول دون تحقيق رغبته في السلام الأخير

وقدم “40” أحداث تدور حول يعود هادي إلى وطنه لحضور قداس الأربعين لوالدته التي رحلت مؤخراً، ليواجه صدمة رفض والده المشاركة في المراسم.
يتحول هذا الرفض إلى شرارة صراع عميق بين الأب والابن، وتحت وطأة المواجهة تبدأ الأسرار المدفونة في طيات الماضي بالظهور تدريجياً، لتكشف عن حقائق مخبأة ظلت صامتة لسنوات طويلة.

كما تناول “القطار 118” بعد انتشار العفن واجتياح فيروس الغباء العالم، يقرر يحيى وحبيبته الاختباء داخل منزلهما المحصن ولكن في ظل ظروف غامضة يتسلل الوباء إلى المنزل، بينما جسد “4 أيام” وسط صراعاته الصامتة مـع الاكتئاب، يقرر شريف، شاب انطـوائي في منتصف العشرينات، إنهاء حياته في يوم ميلاده، وبينما يعد خطته لانهاء حياته، يستعين بالذكاء الاصطناعي ويدور الفيلم إطار مثير.

عقب انتهاء العروض، أدار النقاد جلسة نقاشية شهدت تفاعلًا كبيرًا بين الجمهور والمخرجين، حيث تناولت المداخلات الأساليب الإخراجية ومدى تأثير السينما المستقلة في طرح القضايا المجتمعية.

حظيت الأفلام بإشادة واسعة من النقاد، الذين أكدوا أن المسابقة تمثل فرصة ذهبية للمخرجين الشباب لعرض أعمالهم والتفاعل مع الجمهور وصناع السينما المحترفين.

وأكدت المخرجة هالة جلال، رئيسة المهرجان، أن المهرجان يهدف إلى دعم المواهب الجديدة وتوفير منصة لعرض إبداعاتهم، مشيرة إلى أن الأفلام المشاركة هذا العام عكست نضجًا فنيًا ورؤى سينمائية متميزة.

واختتمت الفعالية وسط أجواء احتفالية، مع تأكيد الحضور على أهمية استمرار مثل هذه المسابقات التي تسهم في تطور السينما المستقلة وإتاحة الفرصة للأجيال الجديدة للتعبير عن قضاياهم بأساليب فنية مبتكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى