«ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» كتاب جديد للسيد الحراني في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
كتب - محمود عبد الرحمن:
سوسيولوجيا «الصفقة والتوريث والفساد والفوضى والإخوان والإرهاب والثورةوالأمريكان» وجرائم تنظيم الإخوان وتحالفاتهم مع تيارات إسلامية معادية، وأخرىتنتمي لصفوف «من يصفون الآن أنفسهم» بالمعارضة الوطنية، وتأمر أجهزة مخابراتأجنبية، وتنظيمات مسلحة تابعة لجهات دولية على مقدرات الشعب المصري، وضغوطالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في كل المراحل المختلفة التي مرت بها مصربداية من اشتعال أحداث يناير عام 2011، وتحمل أجهزة الدولة المصرية على رأسهمالجيش والشرطة والقضاء أعباء مرحلة مفصلية في تاريخ مصر المعاصر.
كل هذا وأكثر في كتاب جديد للكاتب الصحفي والباحث السياسي في شؤون التنظيماتالإسلامية «السيد الحراني» حمل الكتاب عنوان «ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» صدر عن دار كنوز للنشر والتوزيع في عدد 400 صفحة من القطع الكبير.
قال الحراني أن كتابه الذي استغرق عدة أعوام من اجل الانتهاء منه مقسم على ثمانيةأبواب في تسعة عشر فصل ويروي بالتفاصيل والأسرار والمستندات ما يقرب من ثلاثةمئات موضوع وحدث وواقعة ترصد الحكاية منذ بداية تمهيد الرئيس الراحل «مبارك» المناخ المصري العام لقبوله العبث بمواد الدستور عام 2005 من أجل زرع نجله«جمال» رئيساً لمصر مروراً برصد جزء كبير من ظواهر مراكز القوى والفساد الماليوالسياسي الذي وصل آنذاك للركب «كما قال الدكتور زكريا عزمي أحد أركان نظاممبارك» لذلك وحتى لا تسقط بالتقادم أو النسيان تلك المرحلة واسماء أبطالها الفسدةمن الذاكرة كشف الكتاب خريطة أصدقاء الوريث وما تحصلوا عليه من مزايا ومنافعمالية وسياسية بدون وجه حق وعلى رأس تلك الظواهر كان المهندس «أحمد عز» الذي يبلغ من العمر الآن 66 عاماً وكان أحد قيادات الحزب الوطني المنحل والذيبالفعل قدم لأسباب كثيرة للمحاكمة في 6 مارس 2013 وقضت محكمة جنايات الجيزةبسجنه 37 عاماً ثم خرج في 7 أغسطس 2014 بكفالة مالية قدرها 250 مليون جنية،وانتهى الأمر بتصالحه في نهاية عام 2018.
كما أن الكتاب يشرح برؤية مختلفة وزواية خاصة تفاصيل أزمات الشعب المصريوكافة الأسباب وراء فشل محاولات نظام مبارك وقرينته «سوزان» توريث نجله جمالالحكم.
ولا يخلو الكتاب من النميمة حول مؤامرات كثيرة تعرضت لها الدولة المصرية كان منبينها عملية تدريب بعض الشباب المصري الذي قاد أحداث يناير على إمكانية إسقاطالأنظمة والدول بالثورات السلمية أحد وسائل الجيل الخامس من الحروب التآمرية كمااعترف أحد القائمين على تنفيذ المشروع آنذاك عالم الاجتماع الراحل الدكتور سعدالدين إبراهيم «الذي عرف بقربه الشديد من إدارة البيض الأبيض ورؤساء أمريكاالمتتابعين وجهاز المخابرات المركزية الأمريكية» حيث اعترف الرجل بالأمر باريحيةوسلاسة وأكد على أنه اشرف بنفسه من داخل صربيا وأوكرانيا على عملية التدريبوالتجهيز تمهيداً لأحداث 25 يناير عام 2011.
ويرصد كتاب الحراني ما واجهته مصر بعد أحداث يناير ورحيل الرئيس مبارك عنالحكم من عدوان الإخوان وأعوانهم في الداخل والخارج إقليمياً وعالمياً حيث أن ماحدث كان جزء لا يتجزأ من أزمات الشعوب العربية بعد ما عرف لنا جميعاً بـ«ثوراتالربيع العربي» التي لا شك بعد ما كشف لنا أن جانباً كبيراً منها عبر عن «الحلمالأمريكي» في تطبيق سيناريو «الفوضى الخلاقة» بالمنطقة من أجل ميلاد «شرقأوسط جديد» يسود فيه بسهولة واقع «تقسيم المقسم» و«تفتيت المفتت».
وخاض كتاب الحراني الذي يشارك به ضمن فعاليات الدورة 56 من معرض القاهرةالدولي للكتاب 2025 في تفاصيل وكواليس كثيرة كان من بينها محاولات الإخوانالهيمنة على صناعة دستور يتوافق مع اغراضهم ويسهل لهم التمكين من الدولةومؤسساتها والتفافهم على احلام الشباب الغاضب والشعب الحالم وأيضاً أقرانهموشركائهم المنتمين للتيار السلفي وتيارات إسلامية وسياسية اخرى، واقتناص انتخاباتمجلس الشعب وصناعة أحداث خبيثة في شوارع القاهرة وخاصة شارع محمد محمودالمتفرع من ميدان التحرير من أجل الوقيعة بين الشعب والجيش والقفز بحيل كثيرةحتى وصل التنظيم المحظور إلى كرسي الرئاسة بأحد أعضاء التنظيم الذي ثبت أنه لميفي بالقسم الدستوري للشعب ولكنه وفى ببيعته لعشيرته ومرشد الاخوان والتنظيمالدولى.
وتطرق الكتاب في بعض محاوره إلى تفاصيل إطلاق الرئيس المخلوع الراحل محمدمرسي يد النظام الإخواني الخاص «المسلح» من أجل القتل والتخريب والدمار وحاولمرسي تمهيد الطرق أمام عشيرته وأعوانهم بايعاز من خيرت الشاطر مهندس التنظيمومشروع التمكين بهدف الوصول إلى رأس كل مؤسسات الدولة جيش وشرطة وقضاءوأزهر وكنيسه ومجلس وزراء ونقابات وأندية حتى أن مركز الشباب في القرى والنجوعلم ترحم من خططهم حيث حاول القيادي الإخواني أسامة ياسين العبث بها وتدجينروادها من الشباب وتدريبهم من أجل ضمهم إلى مقاتلي النظام الإخواني الخاصليكونوا حطب ووقود نار الحرب الأهلية التي كان يسعون إلى تنفيذها في مصر بهدفتفكيك مؤسساتها وجعلها ولاية إخوانية ضمن مشروع دولة إخوانية كبرى تحت حكمالتنظيم الدولي للإخوان الموجهة من أجهزة مخابرات أجنبية.
واستعرض الكتاب ثورة 30 يونيو عام 2013 من حيث الدوافع والأهداف وبالتفاصيلأدوار كل من «الصحافة» و«الإعلام» و«الأحزاب» و«النقابات» و«الحركات» و«القضاء» و«الشرطة» و«الجيش» ورجاله وعلى رأسهم المشير الراحل «محمدحسين طنطاوي» والرئيس «عبد الفتاح السيسي».
قال السيد الحراني في تصريح خاص: أن كتاب «ثورة 30 يونيو والاستجابة للقدر» يفكك أزمات الشأن الوحدوي العربي.. وينفرد بكشف مخططات جديدة لأعدائه وفيمقدمتهم «إسرائيل».. ويطرح سؤال في غاية الأهمية ويجيب عنه حول لماذا حالياً يتمتنفيذ حرب الإبادة البشرية على قطاع غزة؟! بعد ذريعة عملية «عاصفة الأقصى» يوم 7 أكتوبر عام 2023 التي أكدت على حاجتنا الملحة من أجل تشكيل «وحدة ردع» حقيقيةلانتزاع المواقف الغربية الراعية لمصالحنا العربية.
لذلك أفرد الحراني الفصل الأخير من كتابه ليكشف لنا من خلاله العلاقات الأمريكيةالمصرية وأدق تفاصيل مؤائماتها وازماتها منذ عهد عازف الساكسفون الرئيس الأمريكيالثاني والأربعون «بيل كلينتون» حتى عهد الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون «باراكأوباما» ومحاولات الأخير الفجة والمستنفذة من أجل التدخل في الشأن المصريوتحريك الأحداث السياسية في الشوارع لصالح فرض مشروع تنظيمات الإسلامالسياسي ومساعدتهم من أجل الوصول للحكم.
كما يرصد الكتاب كيف تحدى وتصدى الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشعبالمصري ضد كل هذه المؤامرات الأمريكية والأجنبية وانتصر عليها وعبر الرئيسبالشعب والدولة المصرية من نفق حالك الظلام إلى مشاريع مصر العملاقة وخططتنموية طموحة وترتيب اقتصادي دولي يؤكد أن مصر تصعد بإنجاز إلى مستقبلاقتصادي طموح في إقليم مشتعل باتون حروب لم تنتهي ولديها خطط 2030 و2050 من أجل مستقبل أفضل لأجيال قادمة.
وأكد السيد الحراني مؤلف الكتاب أن علم الاجتماع شرح باستفاضة أسباب اشتعالالثورات ومدى ارتباطها بصعوبة التجمد وتعمد تعطيل التحرك الإيجابي للمجتمعاتنحو المستقبل وما يترتب على ذلك حيث تأتي أيضاً فترات ما بعد الثورات لتكون الأشدصعوبة؛ لذلك كتاب الحراني يقر «سوسيولوجيا المعرفة» من أجل خلق وعي جمعيمصري وعربي وشرق أوسطي يعيد بوصلة الرؤية إلى صالح الإنسان القادر على بناءدولة قوية، خاصة بعد الدرس النموذجي في ثورة 30 يونيو الذي لُخِّص في قول الشاعرأبو القاسم الشابي «إذا الشعب يوماً أراد الحياه فلا بد أن يستجيب القدر».
كما أن الحراني يشارك في فعاليات المعرض برصيد كبير من كتبه ومؤلفاته في أجنحةلمؤسسات ودور نشر مختلفة ذكر من بينها: «مؤسسة الأهرام الصحفية»، و«مؤسسةأخبار اليوم الصحفية»، و«مؤسسة دار المعارف الصحفية»، و«مؤسسة دار الهلالالصحفية»، و«الهيئة العامة للكتاب»، و«دار كنوز للنشر والتوزيع»، و«دار أكتب للنشروالتوزيع»، و«دار سما للنشر والتوزيع»، و«دار ليلى للنشر والتوزيع»، و«دار سندبادللنشر والتوزيع»، و«دار الحياة للنشر والتوزيع».
والجدير بالذكر أن «السيد الحراني» صحفي بمؤسسة أخبار اليوم، وعضو الجمعيةالمصرية للدراسات التاريخية، وعضو نقابة اتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة الأشراف،ومقدم برنامج وثائقي تليفزيوني «مسافر بين الشك واليقين» إنتاج وكالة الأهرامللإعلان، وعضو (سابق) في لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، وعضو (سابق) فيلجنة «رصد مخالفات وسائل الإعلام» التي شكلتها الهيئة الوطنية للإعلام «للرقابة علىقنوات واذاعات الهيئة» أثناء تغطية الإنتخابات الرئاسية عام 2018، وعمل بالعديد منالصحف المصرية من بينها «الفجر، البوابة، مصراوي، المصري اليوم، الوطن، الأهرام،أخبار اليوم»، وقام بكتابة مذكرات «الدكتور مصطفى محمود»، و«الدكتور سعد الدينإبراهيم»، و«الدكتور مصطفى الفقي»، و«الدكتور رفعت السعيد»، و«الدكتور محمدحبيب»، و«فوزية البنا»، ورجل الأعمال «أحمد الريان» بعد خروجه من السجن،والمفكر الإسلامي «جمال البنا»، و«الفنانة فاتن حمامة»، و«الفنان نور الشريف» والفنان «حمدي أحمد»، وله العديد من المؤلفات، من بينها: روايات «مارد»، «قضيةالكوراني»، وكتب: «الجماعات الإسلامية من تانى»، «الفيلسوف المشاغب»،«موسوعة الجماعة الإخواني وثائق مجهولة»، «ملعون أبو الواقع»، «فلسفة الموت»،و«الإخوان القطبيون»، «حسن البنا والتمويل المالي»، و«الجماعة الإخوانية وعسكرةالسيرة النبوية»، و«دولة المرشد من حسن البنا 1928 حتى محمد بديع 2013».