قبل تفقد «مدبولي» تجهيزاته النهائية.. المتحف المصري الكبير مستعد لإبهار العالم
يتفقد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، التجهيزات النهائية فى المتحف المصري الكبير.
ويتابع مدبولي آخر مستجدات الأعمال بالمتحف المصري الكبير، والمنطقة المحيطة استعدادا لافتتاحه قريباً، ويحوي المتحف العديد من الكنوز الأثرية التي تحكي عراقة وتاريخ الدولة المصرية.
ويقف المتحف المصري الكبير شامخًا على أرض مصر، شاهدًا على عبقرية الحضارة المصرية القديمة ورمزًا للعظمة التي أبهرت العالم منذ آلاف السنين. هذا الصرح المعماري والثقافي الضخم ليس مجرد متحف لعرض القطع الأثرية، بل هو نافذة على تاريخ طويل من الإبداع الإنساني الذي أثرى العالم بمعارفه وفنونه.
على أعتاب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتوالى التصريحات الرسمية التي تسلط الضوء على تفاصيل سيناريو العرض المتحفي، والمراحل النهائية لهذا الصرح الثقافي العالمي.
ومع اقتراب موعد افتتاحه، تتحول الأنظار نحو هذا الحدث التاريخي الذي يعيد تعريف مفهوم المتاحف، حيث يمتزج التراث العريق بأحدث التقنيات لإحياء الماضي بروح الحاضر.
يأتي افتتاح المتحف كجزء من رؤية مصر الطموحة لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والسياحة، وكنقطة انطلاق لحوار ثقافي ممتد بين الشعوب.
◄ توجيهات رئاسية
في اجتماع ترأسه الدكتور مصطفى مدبولي، أكد رئيس مجلس الوزراء على أهمية المتحف المصري الكبير باعتباره مشروعاً قومياً يعكس عراقة مصر ويمثل أحد أكبر الصروح الثقافية في العالم. شدد على ضرورة استكمال كافة الأعمال بكفاءة ودقة، بما يليق بتاريخ مصر العظيم.
وأشار رئيس الوزراء إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة متابعة كافة التفاصيل المتعلقة بالمتحف والمنطقة المحيطة به، لضمان جاهزية هذا الصرح لاستقبال الزوار من مختلف أنحاء العالم.
يُعد سيناريو العرض المتحفي للمتحف المصري الكبير من أهم الجوانب التي تم التركيز عليها في التصريحات الرسمية. وتهدف هذه الرؤية إلى تقديم الحضارة المصرية بشكل مبتكر يجمع بين التقنية الحديثة والمضمون الثقافي العميق.
◄ أهم ملامح سيناريو العرض المتحفي:
1- قاعات توت عنخ آمون: تحتوي على أكثر من 5,000 قطعة أثرية فريدة تم اكتشافها في مقبرة الملك الذهبي، استخدام تقنيات تفاعلية حديثة تُبرز تفاصيل حياة الملك الشاب، وتُقدم تجربة استثنائية للزوار.
2- المدخل الرئيسي للمتحف: يستقبل الزوار بتمثال ضخم للملك رمسيس الثاني، مما يُعطي إحساساً بالعظمة والفخامة منذ اللحظة الأولى، تصميم داخلي يُبرز روعة العمارة المصرية القديمة بأسلوب معاصر.
3- الرحلة عبر الزمن: ينقسم العرض المتحفي إلى أقسام زمنية تُغطي تاريخ مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، عرض القطع الأثرية في سياقها التاريخي مع تسليط الضوء على أهم الأحداث والإنجازات لكل حقبة.
4- مراكب الشمس: عرض مركب الملك خوفو داخل مبنى مخصص يُتيح للزوار رؤية هذا الإنجاز الهندسي عن قرب.
5- التقنيات الحديثة: استخدام شاشات تفاعلية ووسائط متعددة لتقديم شرح مفصل للقطع الأثرية، تطبيقات الهواتف الذكية التي تُتيح للزوار استكشاف القطع والمعلومات بأكثر من لغة.
◄ تطوير المنطقة المحيطة
أكد رئيس الوزراء أهمية تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف لتكون واجهة حضارية متكاملة. تضمنت التصريحات ما يلي:
1- المسطحات الخضراء والتجميل البصري: إنشاء حدائق ومساحات خضراء تعكس جمال البيئة المصرية، إضافة تصاميم جمالية باستخدام عناصر من الفن المصري القديم.
2- تطوير الطرق والمواصلات: تحسين شبكة الطرق المحيطة لتسهيل الوصول إلى المتحف، إدخال وسائل نقل جماعي حديثة وصديقة للبيئة لخدمة الزوار.
3- مطار سفنكس: تطوير مطار سفنكس ليكون جاهزاً لاستقبال الوفود الدولية القادمة لحضور حفل الافتتاح وزيارة المتحف.
◄ الاستعدادات لحفل الافتتاح العالمي
أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أهمية التخطيط الدقيق لحفل الافتتاح، والذي يُتوقع أن يكون حدثاً تاريخياً يلفت أنظار العالم.
* الترويج الإعلامي: إطلاق حملة دعائية ضخمة محلياً ودولياً، تشمل الأفلام الوثائقية والإعلانات الترويجية.
* الضيوف الدوليون: توجيه دعوات رسمية لرؤساء الدول والملوك والشخصيات العالمية من مختلف أنحاء العالم.
* عروض فنية وثقافية: تنظيم عروض تجمع بين التراث المصري والموسيقى العالمية لتعكس التنوع الثقافي والحضاري لمصر.
◄ عن رؤية المتحف المستقبلية
إلى جانب كونه وجهة سياحية عالمية، يطمح المتحف المصري الكبير إلى أن يكون مركزاً ثقافياً وأكاديمياً.
* أهداف المتحف المستقبلية:
– تنظيم معارض دولية تستعرض الثقافات الأخرى بجانب الحضارة المصرية.
– استضافة مؤتمرات وورش عمل متخصصة في علم الآثار والتراث.
– تقديم برامج تعليمية تستهدف الطلاب والباحثين لتعزيز فهمهم للحضارة المصرية.
لا يتوقف دور المتحف عند عرض الآثار فقط، بل يمتد ليكون مركزًا بحثيًا وتعليميًا. من المتوقع أن يستضيف المتحف فعاليات علمية وثقافية ومعارض دولية، مما يجعله مركزًا للإبداع والتعلم.
◄ مقتنيات المتحف
أولًا: فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في أوائل القرن الحادي والعشرين، استجابة للحاجة إلى مساحة جديدة تُبرز التراث المصري بأسلوب يتناسب مع عظمة هذا التاريخ. تم اختيار موقعه بعناية ليكون قريبًا من أهرامات الجيزة، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى ربط الماضي بالحاضر، وتحويل المنطقة إلى مركز سياحي وثقافي عالمي.
أُطلقت مسابقة عالمية لتصميم المتحف، شارك فيها أكثر من 1,500 مهندس ومصمم من جميع أنحاء العالم. فاز التصميم الحالي الذي يتميز بهندسته المعمارية الفريدة، والتي تجمع بين الطراز المصري القديم والابتكار الحديث، مما جعله تحفة معمارية بحد ذاته.
ثانيًا: مراحل تنفيذ المشروع
مرّ المشروع بعدة مراحل بدءًا من التصميم وحتى استكمال البناء:
1- التصميم والبناء:
بدأت الأعمال الإنشائية عام 2005، وواجه المشروع تحديات متعددة، أبرزها الأزمة المالية العالمية. ورغم ذلك، واصلت الحكومة المصرية دعم المشروع ليصل إلى مراحله النهائية.
2- نقل وترميم الآثار:
يُعد نقل الآثار من المتحف المصري بالتحرير والمواقع الأخرى إلى المتحف الجديد مهمة كبرى. تم إنشاء مركز عالمي للترميم داخل المتحف لمعالجة وترميم القطع الأثرية قبل عرضها.
3- التحضير للعرض المتحفي:
تم تصميم قاعات العرض باستخدام أحدث التقنيات البصرية والصوتية، لتوفير تجربة غامرة للزوار.
ثالثًا: عرض مقتنيات توت عنخ آمون
يُخصص المتحف المصري الكبير قاعات خاصة لعرض مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعد الأكبر والأكثر اكتمالًا في العالم. تشمل المجموعة أكثر من 5,000 قطعة أثرية تم اكتشافها داخل مقبرة الملك في وادي الملوك عام 1922.
◄ أبرز المقتنيات المعروضة
– القناع الذهبي: رمز الخلود في الحضارة المصرية، والمصنوع بدقة فنية مذهلة.
– العرش الملكي: قطعة فريدة من نوعها تعكس براعة الحرفيين في صناعة الأثاث المذهب.
– الأواني الكانوبية: التي استخدمت لحفظ الأعضاء الداخلية للملك.
تعتمد طريقة عرض هذه المقتنيات على تقنيات حديثة تُبرز جمالها وتاريخها، مع توفير شروح تفصيلية عن دورها في الحياة المصرية القديمة.
رابعًا: المنطقة المحيطة بالمتحف
عملت الحكومة المصرية على تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف لتكون واجهة حضارية وسياحية متميزة. تضمنت هذه الجهود:
– تطوير الطرق: تحسين الطرق المؤدية إلى المتحف لضمان سهولة الوصول.
– المسطحات الخضراء: إنشاء حدائق واسعة تُضفي جمالًا طبيعيًا على الموقع.
– الإضاءة: تصميم أنظمة إضاءة حديثة تُبرز جمال المبنى ليلًا.
– كما تم تطوير مطار “سفنكس” ليكون نقطة استقبال رئيسية للسياح القادمين لزيارة المتحف.
خامسًا: أهمية افتتاح المتحف عالميًا
يُعد افتتاح المتحف المصري الكبير حدثًا عالميًا بكل المقاييس. فهو ليس فقط مشروعًا مصريًا، بل هو مشروع للإنسانية جمعاء. يعكس المتحف التزام مصر بالحفاظ على تراثها ونشره للعالم بأسلوب يليق بعظمة هذا التاريخ.
1- تعزيز السياحة:
يتوقع أن يُسهم المتحف في جذب ملايين السياح سنويًا، مما يعزز الاقتصاد الوطني.
2- الحوار الثقافي:
يُعد المتحف مركزًا للحوار الثقافي بين الحضارات، حيث يُبرز القيم الإنسانية المشتركة التي جمعت بين الشعوب عبر التاريخ.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري، بل هو نافذة مفتوحة على عبقرية الإنسان المصري، ورمزًا حيًا للإبداع والابتكار. مع اقتراب موعد افتتاحه، يُمثل هذا الصرح هدية مصر للعالم، حيث يُبرز تاريخًا عريقًا يستحق الفخر والإعجاب. سيكون المتحف شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية، ودعوة مفتوحة للتواصل بين الشعوب من خلال ثقافة تُخاطب الإنسانية جمعاء.