تقنية تبريد مبتكرة للثلاجات ومكيفات الهواء
في خطوة قد تُحدث تحولًا في صناعة التبريد، كشف باحثون عن تقنية تعتمد على البلورات البلاستيكية كبديل مستدام لأنظمة التبريد التقليدية.
التقنية الجديدة، التي طوّرها فريق من جامعة ديكين الأسترالية، تهدف إلى تقليل الانبعاثات الحرارية التي تسببها السوائل المبردة المستخدمة حاليًا، والتي تسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري عند تسربها، وفقا لموقع gadgets360.
تتميز البلورات البلاستيكية ببنية جزيئية فريدة تتحول تحت الضغط. عند تطبيق ضغط شديد، تعيد هذه البلورات ترتيب جزيئاتها من حالة عشوائية إلى شبكة منتظمة، ما يؤدي إلى امتصاص الحرارة. وعند تخفيف الضغط، تطلق البلورات الحرارة، ما يُحقق عملية التبريد بكفاءة.
يقول الباحثون إن هذه التقنية تعمل في درجات حرارة تتراوح بين -37 و10 درجات مئوية، وهو نطاق مثالي للاستخدام المنزلي، ما يجعلها خطوة واعدة نحو تقنيات تبريد صديقة للبيئة.
رغم الوعود الكبيرة، يواجه تطوير هذه التقنية عقبات، أبرزها الحاجة إلى ضغوط عالية جدًا لتحقيق التحول الجزيئي، ووفقًا للدكتورة جيني برينجل، الباحثة الرئيسية في الدراسة، فإن الضغط المطلوب يعادل الظروف على عمق آلاف الأمتار تحت الماء، ما يجعل تنفيذ التقنية على نطاق واسع أمرًا صعبًا في الوقت الحالي.
كما أشار بينغ لي، من الأكاديمية الصينية للعلوم، إلى تحدٍ آخر يتمثل في الإجهاد الجزيئي الذي قد يقلل من كفاءة البلورات مع مرور الوقت، لكنه أعرب عن تفاؤله بقدرة الأبحاث المستقبلية على التغلب على هذه المشكلة.
يرى الخبراء في المجال أن هذه التقنية قد تكون حلاً محوريًا لإزالة الكربون من قطاع التبريد، ووصفها ديفيد بولدرين، من جامعة جلاسكو، بأنها “نقلة نوعية” قد تُحدث انخفاضًا كبيرًا في البصمة البيئية لأنظمة التبريد التقليدية وخاصة في الثلاجات ومكيفات الهواء.
ورغم أن التقنية لا تزال في مرحلة التجارب المعملية، إلا أن نجاحها قد يبشر بثورة في مجال التبريد المستدام، ويفتح الباب أمام مستقبل أكثر اخضرارًا وابتكارًا.