في سلسلة “حكاية الجمعة” التي تنشرها الدكتورة سوزان القليني، أستاذة الإعلام، على صفحتها الرسمية في الفيسبوك، نجد دائمًا قصصاً مليئة بالحكمة والتفكير العميق. في حكاية الجمعة، قصت اليوم الدكتورة سوزان حكاية تتعلق بطيّارين، واحد كبير في السن والثاني شاب، يقودان طائرات مختلفة ، وكما هو معروف في عالم الطيران، يعتبر السرعة والقوة معايير أساسية للرصانة والتفوق. ولكن، هل هذه المعايير تعتبر دائماً الأفضل؟ هذا ما نستكشفه في حكاية الجمعة التى تتناول حكاية الشاب الذى يقود طائرة يورو فايتر، مزودة بتقنية Tempo Mach التي تمكنها من تجاوز ضعفي سرعة الصوت. بينما الرجل الأكبر سنًا يقود الطائرة العملاقة إيرباص 380.
بكل ثقة، يعرض الطيار الشاب قوة طائرته وسرعتها من خلال سلسلة من الحركات البهلوانية الجوية. وبعد الاستعراض، يتواصل مع الطيار الأكبر سنًا بحثاً عن رأيه في مهاراته. في رد مفاجئ، يدعو الطيار الأكبر سنًا الشاب لمشاهدة ما يستطيع فعله ولا يستطيع الشاب فعله، في حين تستمر طائرته في الطيران بشكل مستقيم ومستقر.
بعد مرور خمس دقائق من الصمت المريب، يكشف الطيار الأكبر سنًا أنه استغل هذا الوقت للذهاب إلى الحمام، وأخذ فنجان قهوة وكعكة القرفة، شيء لا يمكن للطيار الشاب تجربته في طائرته السريعة والحديثة.
في ظل هذا السياق، تبرز الحكاية رسالة قوية حول قيمة الحكمة والخبرة التي تأتي مع الزمن. الشباب قد يتمتع بالسرعة والقوة والثقة الزائدة، لكن النضج والخبرة يأتيان مع الوقت، ويعطيان الإنسان القدرة على تقدير أبسط الأشياء في الحياة، كفنجان من القهوة وكعكة القرفة في السماء العالية.