مصر زمان
«سفروت» الذى ظلمة الفن وشهرته حملة توعية ضد البلهاريسيا.. معلومات عن عبد السلام محمد
على الهوارى
اشتهر بدور “سفروت” وظلمه الفن بأدوار ثانوية وشهرته حملة توعية ضد البلهارسيا.
مسكين السينما المصرية الذي عبّر بأدواره الفنية البسيطة عن غالبية الشعب المصري، فهو الفلاح الضعيف المعدم المغلوب على أمره الذي يتعرض لبطش الأغنياء، فلاح بلا اسم في “يوميات نائب في الأرياف”، 1969، يواجه اتهاما من النيابة بسرقة “كوز ذرة” من جوعه.
وساعدت ملامح الفنان الراحل عبدالسلام محمد في تجسيد الأدوار الواقعية التي تعبر عن حال الناس بعيدًا عن أدوار البطولة المُنمقة التي تجمل أصحابها.
ولملامحه الضئيلة وقصره حصر المنتجون عبدالسلام محمد في أدوار الرجل الفقير المنعدم ، وعندما تقدم في العمر أسندوا إليه دور الأب الضعيف الذي لن يتمكن من توفير النفقات لأبنائه، ولا يستطيع حمايتهم.
بدايته الفنية على المسرح
في محافظة القاهرة ولد الفنان عبد السلام محمد عام ١٩٣٤، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام ١٩٥٩، في أثناء دراسته في المعهد شارك في بطولة العرض المسرحي “الفرافير”عن قصة الكاتب القدير يوسف إدريس.
وبعد تخرج عبدالسلام انطلق في مشواره الفني ما بين السينما والمسرح والتليفزيون، وقدم على مدار ٢٣ عاماً في الفن ما يقرب من ١٣٠ عملاً أشهرهم فيلم “الحـ.رام”، وفيلم “العرافة”، ومسلسلات تليفزيونية مثل “العسل المر”، وأعمالاً مسرحية مثل مسرحية “سكة السلامة”، و مسرحية “كوبري الناموس”.
كان الفنان الراحل عبد السلام محمد واحد من أهم العاملين في الحملات التي نظمتها الدولة للقضاء على مرض البلهارسيا، والذي كان منتشر بشدة في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وقدم في هذه المرحلة إعلاناً تلفزيونياً تحت إشراف وزارة الصحة والسكان المصرية، جسد فيه دور رجل من الريف لا يقوى على العمل أو المجهود ويشعر دائماً بالخمول والكسل، ليكتشف أنه مصاب بالبلهارسيا نتيجة استحمامه في مياه الترع كعادة أهل الريف في ذلك الوقت.
وخلال هذا الإعلان يتم وصف جرعات العلاج ، ويختم عبدالسلام الإعلان بالجملة التي حققت شهرة واسعة وهي: “طول ما تدي ضهرك للترعة، عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعى”، وقد ذاع صيت عبد السلام محمد كثيراً بعد هذا الإعلان، واتسعت شهرته بين الجماهير حتى أنه قال: “لقد فعلت البلهارسيا ما لم تفعله الدراما”.
عمل الفنان الراحل عبد السلام محمد مع الفنان عادل إمام في عدة أعمال وعلى رأسها فيلم “احترس من الخط” عام ١٩٨٤، وقدم دور “السفـ.اح” الذي تم الاتفاق معه على قتل خصوصي ليتخلص من حياته، بعدما رفضت حبيبته لبلبة الزواج منه، وتآمر عليه زملاؤه في العمل ليثبتوا عليه تهمة الرشوة.
وشارك عبدالسلام أيضًا في فيلم “حنفي الأبهة” الذي جسد فيه عبدالسلام دور والد عادل إمام الضعيف الوهن الذي يمنع ابنه من السقوط في وحل العقوق بالاعتداء عليه في لحظة غضب، ليختم بتلك المشاركة البسيطة في الفيلم مشواره الفني الذي أمتد قرابة الـ23 عام.
في عامه الـ58 رحل الفنان القدير عبدالسلام محمد في هدوء بعيدًا عن أضواء الفن والمشاهير بعد أن قدم للفن يقارب 120 عملا قدم خلالها أدوارًا أثرت السينما المصرية مثل أدواره في أفلام: “بيت الطالبات”، “يوميات نائب في الأرياف”، “ليل وقضبان”، “العرافة”، “زمن حاتم زهران”، “نوارة والوحـ.ش”، وكان مشهور جداً بدور سفروت الصبي الغلبان في فيلم “قهوة المواردى”.