الفنان الراحل فريد شوقي، الذي يعد من أكثر الفنانين الذين حققوا نجاحا سريعا في عالم السينما، ما جعل أجره بعد أول عمل يرتفع إلى 200 جنيه، وهو مبلغ ضخم وقتها.. لكن متى تخلى الملك عن أجره؟، ولأجل من؟
كان ذلك في أول عمل فني يجمعه بالفنان أنور وجدي حيث تنازل عن أجره ووافق على العمل بربع الأجر فقط، فقال شوقي: “لم أكن قد التقيت بأنور وجدي، لكنني كنت أحفظ عن ظهر قلب قصة نجاحه الفني الملهمة، وكيف لعبت الصدفة دورها في أن يصبح أحد أهم نجوم السينما المصرية، وكنت في فترة لقائنا الأول أعمل مع (عميد المسرح العربي)، يوسف بك وهبي، في (المسرح القومي)، وكنت أؤدي كل أدوار محمود المليجي في عدد من المسرحيات، وذلك بعدما طلب مني وهبي العمل معه في الفرقة المسرحية، بعدما تركها المليجي الذي قرر التفرغ للعمل في السينما”.
وأكمل شوقي قائلا: “خلال عملنا في المسرح وجدت وجدي يقول لي أنت هتمثل معايا ومع ليلى مراد، إنت أجرك كام؟، فقلت 200 جنيه، لكنه نظر لي بغضب وقال أنت مجنون 200 جنيه ايه، أنت هتمثل مع أنور وجدي وليلى مراد في فيلم واحد، يعني لازم تدفع لي فلوس، وظللت أفكر هل أنسحب وأفوت تلك الفرصة وأتمسك بأجري أم أوافق على ما يعرضه وجدي، خاصة أن أفلامه وليلى مراد كانت ناجحة، وقررت بعد تفكير سريع ألا أضيع الفرصة، وحصلت على 50 جنيه أجر، وبالفعل نجح العمل الأول بيننا، فقرر وجدي توقيع 5 عقود معي، ما بين 100 إلى 300 جنيه عن الخمسة أعمال، وقال لي إنت بكرة سوف تصبح نجم كبير تتقاضى آلاف الجنيهات، وفي ذلك الوقت سيصبح معي عقود استطيع الإستفادة بها، وكان منطقه في ذلك الوقت تجاريا، فقد كان من المعروف عن وجدي أنه يحب الماديات جدًا، وفي الوقت نفسه يستطيع تقدير المواهب التي لها مستقبل ويحاول الاستفادة منها قدر الإمكان”.
والحقيقة أن جزء من نجاح شوقي السينمائي كان بسبب عمله مع وجدي، حيث دخلت مجموعة من أعماله ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، منها: “جعلوني مجرما، رصيف نمرة 5، باب الحديد، الفتوة، صراع في الوداي” وغيرها.
واستطاع من خلال عملين له تغيير القوانين منها فيلم “جعلوني مجرما” الذي صدر بعده قانون ينص على الإعفاء من السابقة الأولى في الصحيفة الجنائية، وفيلم “كلمة شرف” الذي صدر من بعده قانون يتيح للسجين زيارة أهله في بعض الحالات.