يعد “عيش البتاو بتشديد حرف التاء، ويرجع أصل تسمية “البتاو” إلى المصريين القدماء، حيث كانت كلمة خبز تكتب على شكل رغيف مستدير وتنطق “تا” أو “تي”، ولذلك استخدم المصري القديم كلمة مصرية قديمة للتعبير عن كلمة خبز وهي كلمة مكونة من مقطعين، المقطع الأول هو “با” والتي تعني الروح، والمقطع الثاني هو “تا” أو “تي” لتصبح الكلمة “با- تا” أو “باتيه”، ثم حرفت لكلمة باتاو أو البتاو.
ويقول طه حسين الجوهري إن البتاو نوع من الخبز المنتشر والمعروف في أغلب قري محافظة قنا وأسوان وسوهاج يشبه العيش الشمسي في طريقة صنعه، لكنه يختلف عنه بأنه مصنوع إما من دقيق القيضي، وهو الذرة الرفيعة أو الشامي، وهو الذرة الشامية، ويكون حجمه صغيرًا في حجم كف اليد أو أصغر قليلًا؛ لأنه كان يصنع في إناء على شكل مغرفة الطعام وهذا الخبز المصنوع من الذرة كان الخبز الشعبي لعامة أهالي الصعيد، في وقت كانت فيه “بتاوة القمح” رفاهية، لا يدركها إلا الأغنياء.
ولأن أغلب عمال مناجم الفوسفات قادمين من قري محافظة قنا فكان في بداية أربعينيات القرن الماضي هو الخبز الرسمي لسكان المناجم، ثم اتجهوا بعد ذلك للعيش الشمسي المصنوع من القمح.
كان هناك أنواع عديدة من”البتاو” في المناجم حيث كل قرية في صعيد مصر لها طريقة في إعداده؛ ولأن المناجم كانت تضم عمال قادمين من قرى مختلفة كنا نري تنوع البتاو وطريقة صنعه أيضا، فالبتاو الصعيدي يختلف عن الفلاحي، حيث إن البتاو الصعيدي يشبه الرغيف الشمسي، لكن حجمه يوازي “المغرفة” قشرته صلبة نوعا ما عن العيش الشمسي، أما البتاو الفلاحي فيكون شكله أقرب إلى الرقاق، وكان يتم ثنيه وتطبيقه على شكل المثلث ويجفف في الفرن.
وكان هناك بتاو القيضي، وبتاو الشامي، وبتاو خليط من القيضي والشامي، وبتاو خليط من الذرة بنوعيها مع القمح وأخيرًا بتاو الحلبة، حيث كان بعض الأهالي يضعون الحلبة في خليط الدقيق لتكسب الخبز مذاقًا مميزًا، كما أن هذا النوع من البتاو كان يصلح كإفطار بإضافة اللبن والسكر إلى البتاو وتناوله مثل “الفتة”.
وكان بمصر القديمة ما يقرب من خمسة عشر نوعا من الخبز ومع مرور الزمان والعصور حتى الدولة الحديثة وصلت تلك الأنواع لأكثر من أربعين نوعا تقريبا تختلف في أشكالها ومذاقها.