مال وأعمال

أسواق النفط والغاز على صفيح ساخن.. وارتفاعات غير مسبوقة منذ حرب روسيا وأوكرانيا

——————————
بوابة “مصر الآن” | متابعات

تأثيرات بالغة للحرب الروسية الأوكرانية قلبت موازين أسواق النفط والغاز يشهدها العالم، أثرت على أقوى الاقتصاديات العالمية والتى أصبحت تعانى وبشدة، نتيجة ارتفاع أسعار النفط والغاز وسط نقص الإمدادات.

 

وشهدت أسعار النفط بالأسواق العالمية أعلى مستوياتها وكذلك أسعار الغاز في الأسواق الأوروربية والتى سجلت  مستويات مرتفعة غير مسبوقة وتاريخية بدأت مع الأزمة الروسية الأوكرانية أواخر شـهر فبراير الماضى، وكذلك تنامى المخاوف بخصـوص مستقبل الطاقة عامة والتى تشكل تهديدا صريحا لاقتصادات الدول الأوروبية والتى تستعد لشتاء مظلم وذلك بعد ألآزمة الغاز الروسى ووقف الإمدادات على خلفية دعمها لأوكرانيا، وبدأت الدول الأوروبية فى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من استهلاك الطاقة فى ظل مخاوف من تفاقم الوضع.

 

ليس هذا فقط ما تشهده أسواق النفط، حيث أثار قرار  تحالف أوبك+ بخفض إنتاج النفط بمقدار مليونى برميل يوميا تداعيات سياسية واقتصادية واسعة، وسط توقعات بارتفاع سعر النفط فى الفترة المقبلة على ضوء هذا القرار، حيث أعلن وزراء الطاقة فى تحالف «أوبك +»، الذى يضم دول منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» ومنتجين من خارجها بينهم روسيا، أنهم قرروا فى اجتماعهم الشهرى الأربعاء الماضى خفض إنتاج المجموعة من النفط الخام مليونى برميل يوميا بداية من نوفمبر المقبل ،ومن هنا أيضا ينتظر أسواق النفط خلال الفترة ارتفاعات غير مسبوقة فى الأسعار .

 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يجب أن يتم تحديد سعر الغاز الروسي، داعيا إلى رد جماعي للتعامل مع أزمة الطاقة.

 

وقال خلال كلمته في ختام القمة غير الرسمية للقادة الأوروبيين في براغ بشأن أزمة الطاقة: يجب علينا التحضر للشتاء، وعلى أوروبا الاستعداد للشتاء، وقلقون من ارتفاع أسعار الغاز”.

 

وقالت هيئة تنسيق جمعيات الدفاع عن البيئة وحقوق المستخدمين والمستهلكين (كوداكونس)، إن بعد الزيادة بنسبة 59٪ في تعريفة الطاقة الكهربائية، التي ستبدأ في  أكتوبر، من المتوقع أيضًا زيادة قصوى في سعر الغاز بنسبة 70٪.

 

وقالت الجمعية في بيان لها نشرته وكالة “آكى” الإيطالية إن التغييرات التي طرأت على تكرار تحديث التعريفة التي تقررها هيئة تنظيم الطاقة وشبكات توزيعها والبيئة (Arera) من جانب واحد، ستسمح لنا فقط بمعرفة المدى الحقيقي للضربة التي ستصيب المستهلكين في نوفمبر.

 

وبهذا الصدد، أوضح رئيس (كوداكونس) كارلو ريينتسي، معلقاً، أن “تعرفة الغاز قد تخضع لزيادات جديدة بالتزامن مع فصل الشتاء، أي عندما يزداد استهلاك المستخدمين”،  وبالتالي، إن “عددًا كبيرًا من الأسر تخاطر بالعجز عن دفع فواتير الطاقة في الأشهر الأخيرة لعام 2022، وستعاني من وقف الإمدادات وانقطاعها”.

 

ووقع وزير البيئة الإيطالى ، روبرتو سينجولاني، مرسوما لتقليل استهلاك الغاز الطبيعي في فصل الشتاء، والذي بموجبه سيتم تقليص موسم التدفئة 2022-2023 بمقدار 15 يوما، وسيتم تخفيض درجة حرارة الهواء في المباني السكنية بدرجة واحدة، وفقا لصحيفة “الجورنال” الإيطالية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تقسيم أراضي الدولة بأكملها إلى ست مناطق جغرافية، لكل منها فترة تدفئة خاصة بها.

 

وقالت الوكالة الوطنية الإيطالية للتكنولوجيا الجديدة والطاقة والتنمية الاقتصادية المستدامة Enea إن تنفيذ هذه الإجراءات ستوفر 2.7 مليار متر مكعب من الغاز.

 

وأوضحت الصحيفة إن هناك أماكن تم استثنائها من تطبيق هذه الإجراءات ، والتي منها المؤسسات الطبية ودور الحضانة ورياض الأطفال وحمامات السباحة والساونا وكذلك لجميع المباني المجهزة بأنظمة التدفئة التي تعمل بشكل أساسي على مصادر الطاقة المتجددة. بالإضافة إلى ذلك، يسمح المرسوم لسلطات البلدية بتشغيل التدفئة خلال الفترات غير المنصوص عليها في هذه الوثيقة، في حالة “الظروف المناخية الصعبة بشكل خاص”.

 

قالت صحيفة  إندبندنت إن الأسر فى بريطانيا قد تواجه تكرارا فى انقطاع التيار الكهربائى، حالة انخفاض صادرات الغاز فى الشتاء المقبل، بحسب ما أعلنت شبكة الكهرباء الوطنية.

 

وأوضحت الشبكة أن الهجوم الروسى لأوكرانيا خلق اضطرابا وتقلبا غير مسبوق فى أسواق الطاقة، وقالت إنه يمكن أن يكون هناك انقطاعا مخطط له مسبقا للكهرباء عبر البلاد لفترة ثلاث ساعات من أجل منح الأولوية لمحطات الطاقة.

 

وتعتمد بريطانيا بشكل كبير على الغاز لتشغيل محطات الطاقة والكهرباء المستوردة من قارة أوروبا، التى تواجه بدورها أزمة طاقة حيث عطلت الحرب التى يشنها بوتين إمدادات الطاقة.

 

يأتى هذا فى الوقت الذى طلبت فيه ليز تراس، رئيسة الحكومة البريطانية من قادة أوروبا العمل معا لمعالجة تكاليف الطاقة، وحضرت تراس الاجتماع الأول للمجتمع السياسى الأوروبى فى براج حيث قالت إنها أرادات العمل مع جيران بريطانيا حول قضايا تشمل تكاليف الطاقة وارتفاع التضخم.

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى