افتتاح معرض “نقوش معاصرة” في بيت السناري بمشاركة سفيرة الثقافة العربية
كتبت ـ فاطمة شعراوى
افتتح الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، معرضًا فنيًّا بعنوان ” نقوش معاصرة”، مساء أمس الأحد، وذلك ببيت السناري (التابع لمكتبة الإسكندرية) بالسيدة زينب بالقاهرة ويستمر حتى الأحد المقبل، ويأتي تنظيم المعرض في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين مكتبة الإسكندرية وأناسي للإعلام بشأن تعزيز الاهتمام بالنقوش العربية في مختلف العصور.
شارك في الافتتاح مريم المزروعي؛ وزير مفوض بوزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والسيد صالح السعدي؛ نائب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة، و الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة الأسبق، والدكتورمحمد الكحلاوي رئيس الاتحاد العام للآثريين العرب، والعديد من الشخصيات الثقافية والفنية والدبلوماسية وأعضاء مجلس النواب.
وقال الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية ، إن مكتبة الإسكندرية تهتم بإقامة الفعاليات الثقافية والفنية إيماناً منها بأهمية الفنون والإبداع في تشكيل وعي وثقافة الشعوب.
وأضاف أن أهمية المعرض كونه ثمرة للتعاون بين المكتبة وأناسي للإعلام، مستعرضاً نماذج أخرى للتعاون بين المكتبة والمؤسسات الثقافية الإماراتية.
ودعا الدكتور أحمد زايد، كافة المثقفين والمؤسسات الثقافية العربية للتعاون مع المكتبة ومتابعة أنشطتها، مؤكداً أن مكتبة الإسكندرية هي صرح ثقافي ومنتدى يخاطب كل العالم.
وثمّن مدير مكتبة الإسكندرية بفكرة المعرض، قائلا:”من المهم أن نهتم بالماضي ونربطه بالحاضر، لأن ذلك يشكل هويتنا وثقافتنا“.
من جانبه عبر المستشار صالح السعدي نائب سفير دولة الإمارات لدى مصر، عن سعادته بتواجده وسط الكوكبة الكبيرة من المثقفين والفنانين والدبلوماسيين، في افتتاح الحدث الفني الفريد ” معرض نقوش معاصرة”، والذي يأتي تنظيمه في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين مكتبة الإسكندرية وأناسي للإعلام وبالتعاون مع بيت السناري بالقاهرة بشأن تعزيز الاهتمام بالنقوش العربية في مختلف العصور.
وأضاف أن مشاركة الإمارات في هذا الحدث يعكس اهتمام الدولة بتعزيز المنتج الثقافي العربي في ظل اهتمام رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله. كما تعكس أيضًا طبيعة العلاقات والتعاون بين دولة الإمارات وشقيقتها مصر، والتي تتسم بأنها علاقات ذات خصوصية، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية، وتزداد تلك العلاقات رسوخًا في ظل العلاقات الأخوية والتنسيق المستمر بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات وشقيقه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تهدف لتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم.
وأكد نائب سفير الإمارات أن الدولة أولت منذ قيام الاتحاد كل الاهتمام والرعاية للقطاع الثقافي، وذلك لما للثقافة من أهمية بالغة في بناء الإنسان، وتعزيز الهوية، حيث تعدّ دولة الإمارات من النماذج الدولية المتميزة في تعاطيها مع الثقافة بعين قارئة ونظرة ناقدة وذهنية تحليلية، كما وان تعامل المؤسسات والدوائر والجهات الثقافية في الإمارات تعامل قائم على إيجاد بيئة متوازنة تندمج فيها الظواهر التراثية والتاريخية مع استحقاقات الحاضر وتطلعات المستقبل.
و أضاف أن الثقافة الإماراتية تترجم بصدق روح الإنسان الإماراتي منذ الأزمنة القديمة وحتى زمننا الحاضر، وهي روح قائمة على التعاون والتعاضد والتسامح والعيش المشترك، انطلاقاً من خصوصية المكان، وجمالية التباين بين بيئاتها الثلاث: البحر والجبل والصحراء، فهذا التنوع هو أصل الجمال والسحر والثراء في الهوية الإماراتية، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
وتابع لم يتوقف الاهتمام الإماراتي بالثقافة والتراث فقط في الداخل، ولكن ساهمت الإمارات في نشر الثقافة والفن والحفاظ على التراث في محيطها الإقليمي والدولي؛ فقد أنشأت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، سفيرة الثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، مركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية بكلية الآثار جامعة الفيوم بمكرمة منها، ويعد المركز الوحيد على مستوى الجامعات المصرية والعالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط الذي يهتم بدراسة النقوش والخطوط التاريخية.
وأشار إلى أن إنشاء الموقع الإلكتروني «بوابة النقوش العربية» يعد واحد من أهم المشاريع الثقافية لدولة الإمارات لدى منظمة «الألكسو»، والذي أُنشئ بمبادرة من أناسي للإعلام وبرعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، ويعد أيضًا سجلاً متخصصاً يوثق عدداً كبيراً من أهم النقوش العربية المحفورة على الصخور والأحجار بهدف تسليط الضوء على الأهمية التاريخية للنقوش، إضافة إلى تقديم المراجع الموثوقة ليستفيد منها الباحثون والمختصون، بجانب دوره في نشر والحفاظ على التاريخ العربي المشترك بين الدول العربية من المشرق إلى المغرب.
واختتم السعدي” لا شك أن ثقافة الإمارات عبّرت عن إرثها المحلّي، وباتت تمضي بخطوات ثابتة نحو العالمية، وذلك لأنها ثقافة مستندة إلى هويّة مرنة وراسخة، لم تلغ الماضي، ولم تغلق حدودها أمام المستقبل“.
يضم المعرض 24 عملاً فنيًّا راقيًّا يجمع بين الرؤية التشكيلية وجماليات الحرف سواء كان منقوشًا أو مكتوبًا، إذ يشتمل على لوحات خطية وأعمال خزفية وتشكيلات رخامية تتنوع فيها الرؤي الفنية بين الحداثة والأصالة.. بين المعاصرة والمحافظة على الموروث.. وأخيرًا التطوير وهو السمة الرئيسية لأعمال المعرض، كما يلقي المعرض الضوء على التجربة الفنية الرائدة والمتميزة لمجموعة من الفنانين العرب والأجانب المعاصرين، حيث يتضمن مجموعة من الأعمال الفنية لأربعة من الفنانين التشكيليين من مصر والإمارات العربية المتحدة وإيطاليا.
و تشارك في المعرض الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة فوق العادة للثقافة لدى الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، بعدد من الأعمال الفنية منها..عمل فني يحمل عنوان “مزيج” وهو واحد من سلسلة تتناول مجموعة عملات معدنية أعادت اليازية تصميمها من خلال المزج بين رموز للحضارة الفينيقية والإسلامية القديمة والإماراتية الحديثة، كما عرضت أربعة أعمال فنية من مجموعة “مِشماش ” والتي تحمل رسالة توضح أن رحلات البحث عادة ما تكون لاقتفاء آثار كنز أو معرفة.
وعرضت المجموعة في المعرض الشخصي الأول في لندن “قابلت رحالا من أرض الكنوز” في جاليري ” PI ARTWORK” بلندن في المملكة المتحدة.
إضافة إلى عرض لوحة بعنوان ” المبالغة” والتي تعكس فكرة تكوين الآراء والمبالغة فيها، رسمت اليازية تمثال مصغر للملكة إيزيس، بينما قدم العمل الفني “الأوائل” الحروف العربية القديمة على لوحة مفاتيح حديثة تحثنا على مواصلة البحث والدراسة في المؤلفات العربية القديمة، حيث يعتمد السرد التاريخي على خلفية المؤرخين، ولذا سجل التاريخ بطابع وأسلوب تباين بين المؤرخين العرب وكتاباتهم .
وبعنوان ” سحر الحرف” قدمت عمل فني عن لغة الضاد التي تسحرنا دائما بجمالها ورشاقتها وثرائها فهي لغة القرآن والشعر والبلاغة والعلم.
والشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان هي فنانة تشكيلية وكاتبة ومنتجة أفلام، وهي سفيرة فوق العادة للثقافة لدى الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، واحدة من رواد العمل الثقافي والفني في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعمل من خلال تأسيسها لمؤسسة أناسي للإعلام بالتعاون مع شقيقتيها الشيخة عوشة والشيخة شمسة على نشر الثقافة والإبداع الفني من خلال إقامة المعارض الفنية وإنتاج الأفلام الوثائقية وتنظيم الحلقات النقاشية. شاركت الفنانة في العديد من المعارض الفنية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واسبانيا والإمارات العربية المتحدة وألمانيا والمجر (هنغاريا)، واختير عملها الفني “كيرم استيشن” ليكون ضمن مقتنيات متحف الشيخ زايد الوطني 2014. حصدت الفنانة العديد من الجوائز المحلية والعالمية مثل: جائزة المرأة العربية لعام 2015، وجائزة مهرجان العين السينمائي عام 2021.
كما يشارك في المعرض الفنانة أنتونيلا ليوني وهي فنانة إيطالية تقيم في القاهرة، حاصلة على دبلوم دراسات عليا في الفن الآسيوي وفنون العالم الإسلامي من جامعة هولواي بلندن والمتحف البريطاني، وماجستير في الفنون الجميلة للرسم الصيني في ميلانو، ودبلوم في فن الخط العربي والزخارف بأكاديمية الخليل أغا بالقاهرة. شاركت الفنانة في العديد من المعارض والمشاريع في الأردن ومصر وباريس وبلجيكا وإيطاليا والكويت والإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية والمغرب وعُمان.
ويشارك في المعرض أيضاً من مصر اثنين من الفنانين هما: الفنانة هبة حلمي وهي فنانة تشكيلية مصرية، ومصممة جرافيك وخزافة. نظمت الفنانة العديد من المعارض لأعمالها الفنية بمصر، كما شاركت في العديد من المعارض الفنية الدولية في بريطانيا والنمسا. قامت الفنانة بتأليف كتاب “جوايا شهيد- فن شارع الثورة المصرية”، ورواية بعنوان “بنت الحقيبة“.
وأخيرًا يشارك الفنان إسماعيل عبده من مصر بعدد من اللوحات الحروفية، وهو فنان تشكيلي مصري، حاصل على بكالوريوس التربية الفنية من جامعة الأزهر، وهو عضو في النقابة العامة للخطاطين المصريين، واللجنة العليا لملتقى القاهرة لفن الخط العربي، وينتمي الفنان إسماعيل عبدو إلى مدرسة التشكيل والتطوير مع الحفاظ على الأصولية ذات الموضوعية في إطار الرؤية الجمالية المجمع عليها.