سامح شكري: مصر استقبلت أكثر من 57 ألفًا من الأشقاء السودانيين بكل ترحاب
كتبت- أنس الوجود رضوان
ألقى سامح شكري وزير الخارجية ورئيس الدورة رقم 159 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري كلمة في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة لمناقشة تطورات الوضع في السودان.
وقال شكري: أود في بداية الجلسة الإشادة بالاستجابة السريعة والواسعة من الدول العربية للدعوة التي وجهتها جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية لعقد هذه الدورة غير العادية للمجلس الوزاري للجامعة العربية، والتي تأتي في أعقاب اجتماعين للجامعة على مستوى المندوبين الدائمين منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في السودان الشقيق، بما يؤكد عمق االهتمام العربي بالتطورات الجارية هناك وتوافق الإرادة على أهمية تكثيف الجهود العربية لوضع حد لتفاقم تلك الأزمة.
وأضاف شكري: تود مصر في البداية أن تعرب عن تضامنها التام والكامل مع الشعب السوداني الشقيق
في أزمته الحالية، والتي تفاقم من الأزمات المركبة والمتتالية التي يعاني منها السودان على مدار سنوات عدة، كما تؤكد استعدادها الدائم لتقديم كافة أوجه الدعم للخروج من الأزمة الراهنة، والعودة بالسودان إلى مسار التهدئة والحوار السلمي، حقنا لدماء الشعب السوداني كما تؤكد على قلقها العميق من استمرار المواجهات المسلحة والخرق المتكرر لإعلانات وقف أطالق النار المتتالية، على النحو الذي يهدد بتدهور متصارع للأوضاع المعيشية الصعبة في السودان، الأمر الذي يعلى من أهمية تضافر كافة الجهود العربية.
وتابع: في سبيل إعلاء مصلحة الشعب السوداني ووقف الأعمال العدائية والمسلحة الجارية، واللجوء إلى الحوار لمعالجة جذور الأزمة وحل الخلافات التي ساهمت في اندلاع الاشتباكات فإن مصر بما لديها من تاريخ وروابط سياسية واقتصادية وإنسانية متجذرة مع السودان، حريصة كل الحرص على حقن دماء الشعب السوداني، وعودة الاستقرار والهدوء له.
وقال شكري: إن مصر تدعم كافة الجهود اللازمة لإيجاد حل سوداني، مدعوم عربيًا، يضمن الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة وسالمة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتعامل مع
أزمته الحالية باعتبارها شأنًا داخليًا سودانيًا، وضرورة أن تتسم أية عملية سياسية في السودان بالشمول في تناول الملفات الشائكة والمتشابكة.
وأضاف: كما تشدد مصر في هذا الإطار على وجوب الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة في السودان وعدم تعرضها لخطر الانهيار، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني تجنبًا لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليميين، وبحيث نتجنب جميعًا، داخليًا في السودان، وكذلك إقليميا ودوليا، تكرار معاناة التجارب المزعزعة للاستقرار والسلم والأمن التي شاهدناها ولا نزال في دول المنطقة.
وتابع شكري: من هذا المنطلق قامت مصر بجهود حثيثة واتصالات مكثفة مع كافة الأطراف الفاعلة السودانية والإقليمية والدولية على مستوى كل من مسئولي الدول والمنظمات للتباحث حول سبل الخروج من الأزمة الحالية، كان آخرها الاتصال مع الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني الانتقالي، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع لمساعدة السودان في الخروج من محنته، وتوفير البيئة الملائمة لحل الخلافات من خالا الحوار.
وقال: لقد استقبلت مصر بكل ترحاب منذ بداية الأزمة أكثر من 57 ألفًا من الأشقاء السودانيين، فضلا عن مساهمتها في إجلاء أكثر من أربعة آلاف مواطن أجنبي فضالً عن الرعايا المصريين بما يتجاوز ستة آلاف، الأمر الذي يعكس جانبًا هامًا من جوانب الأزمة وآثارها الإنسانية المرشحة للتفاقم حال استمرار التردي في الأوضاع في السودان الشقيق.
النار في السودان، وضمان الالتزام به، وبما ال يقتصر هدفه على الأغراض الإنسانية، وذلك حقنا للدماء السودانية وحفاظا على أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني الشقيق.
وقال: كما أؤكد أن دقة وخطورة الوضع الحالي في السودان، وما قد يكون له من تداعيات إقليمية، يحتم على كافة الأطراف الإقليمية والدولية، وفى مقدمتها دولنا العربية، أن توحد جهودها ومساعيها لمنح الثقل المطلوب للتحرك الجماعي الذي من شأنه التأثير على الأطراف المتنازعة وحثها على وقف أعمال الاعتداء والاشتباكات العسكرية، بما يكفل العودة إلى الحوار السياسي في السودان، وتجنب الانزلاق إلى وضع أمنى أكثر سوءا وأشد خطورة على السودان وشعبه، وعلى دول جواره ومحيطه الإقليمي.
وقال: أثمن مجددًا جهود الأمانة العامة والدول الأعضاء، وأجدد الإعراب عن ثقة مصر في أن هذا الاجتماع سيخرج بخطوات عملية تحمل بصمات إيجابية على مسار العمل العربي المشترك، بما يرقى إلى تطلعات الشارع العربي في مواجهة تحديات الأزمة السودانية الحالية.