
العرضحالجي اوالكاتب العمومي أو الكاتب هو من يقوم بالكتابة (شكاوى_طلب تدخل من السلطات_ طلب عمل من شركات وغيرها) نيابة عن الغير… هذا الغير الذي هو إما أميا أو جاهلا لتلك اللغة المطلوب الكتابة بها أو فقط ليست له الخبرة والدراية الكافيتين لكتابة ما يريده بالطريقة الإدارية أو القانونية المطلوبة منه… مهنة الكاتب العمومي منتشرة بشكل أكبر في البلدان العربية وبلدان العالم الثالث حيث تنتشر الأمية والبيروقراطية والتعقيدات الإدارية.. هذه المهنة مقننة في بعض الدول من طرف الإدارة وبالتالي تخضع ممارستها لشروط.
في مصر كانت مهنه العرضحالجي هي كتابة الشكوى وصيغاتها بشكل جيد لتتناسب مع الحالة مقابل عدة جنيهات تدفعها وتأخذ شكواك في عريضة كبيرة لكي تقدمها للجهة التي تريد مخاطبتها…كان دائم التواجد أمام المحاكم وأقسام الشرطة والسجل المدني ومجلس المدينة في آواخر الأربعينيات لمساعدة البسطاء في تقديم مشاكلهم وكان لهم أكشاك خشبية متجاورة يجلسون فيها تحمل لوحة ضخمة باسمه وداخل الكشك لوحات نقشت عليها آيات من القرأنالكريم.
كان هناك هذا المفهوم الذي ترسخ فى عقولنا عن هذه المهنة قديمة كانت إنتشرت فى مصر قبل عام 1868 يعنى قبل إنشاء أول كلية حقوق فى مصر. وهى مهنة الغلباوى…ولكنها تطورت حتي اصبح اسمها العرضحالجي.
كان هناك بعض العرضحالجية يزينون الأكشاك بصورهم الفوتوغرافية ويضعون دكة ثابتة وكراسى يجلس عليها الزبائن وكان جميع العرضحالجية يعملون باستمرار لا يكاد أحدهم ينتهى من عريضة حتى يبدأ غيرها وكان أصغر عرضحالجي يقبض 50 جنيها في اليوم الواحد…وكان يجب ان يكون العرضحالجى حاصلا علي رخصة (كاتب عمومي) والرخصة ايضا مشروطة بإشتراطات صارمة منها التنبيه علي “العرضحالجي” بإتباع احكام اللائحة الصادرة عن وزارة الداخلية منذ اكثرمن 110 اعوام تحديد في 6/1/1894… وكانت مهمة العرضحالجي أساسا هي بيع “ورق الدمغة” الذي أصبح من الواجب وضعه على العرضحال (الشكوى) ثم امتدت لكتابة الشكاوى ذاتها… وكانت ادواته بسيطه حيث كان يرتدى منديل محلاوى أسفل طاقية اوطربوش ويجلس على كرسي وامامه مكتب بسيط يكتب عليه الشكاوى بريشة ودواية حبر ويستظل بشمسية.
المهنة بدأت في التراجع بالثمانينيات إلى أنها شبه مختفيه في وقتنا الحالي مع انحصار الأمية وانتشار أجهزة الكمبيوتر والطباعة التي سهلت الأمر.
ولكن بالرغم من مرور الزمن والتقدم التكنولوجي الكبير مازالت مهنة العرضحالجي في موقعها أمام المحاكم ودواوين الوزارات والمصالح الحكومية التي ترتبط بمصالح المواطنين اليومية وتعد من اقدم المهن حيث كانت بدايات ظهورها في عام 1942 واصبح العاملون فيها علي أبواب الاحتفال بعيدها الماسي وقد قل عددهم واصبحت مهنتهم العريقة في طريقها للاندثار… العرضحالجي مازال له دور ومازال هناك من يطلب خدماته ولكن بشكل عصري في حين اختفى الشكل القديم له الذي نراه في افلام الأبيض الذي يقدم خدمته لمن يطلبها وهو يجلس تحت مظلته على ترابيزة خشبية صغيرة وعليها دباسة ضخمة ومجموعة من الورق وبعض الملفات الخاصة بخدمات المواطنين.
هناك كثير من أدوار السينما والتليفزيون الدين قدموا العرضحالجي.. قام الراحل فريد شوقى بتجسيد شخصية العرضحالجى فى مسلسل يحمل نفس الأسم عام ١٩٩٢ بشخصية عاشور افندى.. ولكن من اكبر واشهرها في السينما هو فيلم العرضحالجي الذي قام ببطولته سمير غانم وسعيد صالح.