عرب وعالم

أزمة البرهان – حميدتى .. وتداعياتها على السودان الشقيق

تقرير تكتبه - حوراء صالح

تشهد الساحة السودانية حالة من الاضطراب الكبير بعد الأزمة التي تختلف في تفاصيلها ولكنها تحمل نفس السياق والخلفية الاجتماعية، وهي أزمة قيادة البلاد بين البرهان وحميدتي. فما هي هذه الأزمة وما هي تداعياتها على الوضع في السودان؟

الخلفية:
بدأت أزمة البرهان وحميدتي بعد الاطاحة بحكومة المخلوع عمر البشير عام 2019، الأمر الذي أدى إلى تولي قوى الحرية والتغيير السودانية الحكم في البلاد. ومع بداية الحكومة الانتقالية، تنازلت قيادة المجلس العسكري الانتقالي الذي كان يقود البلاد لفترة عن السلطة لجهات إدارية مدنية، وتوافقت معها على تولي الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس الانتقالي والدفع بالمسؤوليات الأمنية لحميدتي.
لكن الأمور بدأت تنزلق في اتجاه خلافات بين البرهان وحميدتي حول توزيع السلطات وتنظيم الحياة السياسية والأمنية في البلاد.

التفاصيل:
بدأت التوترات بين البرهان وحميدتي تزداد عندما قام الأخير بعزل عدد من القادة العسكريين الذين كانوا مقربين من البرهان. وتبع ذلك سلسلة من التحركات المتبادلة بين الجانبين، منها اتهام البرهان بالمحاباة لحزب الأمة القومي الذي يتزعمه حميدتي، ورفض الأخير تعيين ضباط من جهات أخرى في مراكز العمل والتدريب الأمنية.
واستمرت الأزمة في التفاقم، حيث قام حميدتي باعتقال مجموعة من الضباط المقربين من البرهان في انقلاب فاشل عام 2020، فيما زعم البرهان أن حميدتي يسعى إلى تثبيت نفوذه في البلاد والتحكم في الحكومة الانتقالية.

تداعيات الأزمة على السودان:

تسببت أزمة البرهان وحميدتي في التأثير على الحياة السياسية والأمنية في السودان، وزادت من التوترات والصراعات الداخلية في الحكومة الانتقالية. فقد تعذر على الحكومة تحقيق التقدم المطلوب في تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد، مما أدى إلى انتشار الفوضى والانعدام في المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
وتشهد السودان حالة من عدم الاستقرار والتدهور الأمني،حيث يتزايد عدد الجرائم والعنف في الشوارع والأحياء الفقيرة، كما يعاني السودان من نقص شديد في المواد الغذائية والدواء. وتزداد حالة الاضطراب في السودان مع وصوله لنسب مرتفعة من البطالة والفقر، مما يؤثر على مستقبل البلاد.

لذلك، يعد نجاح الحكومة الانتقالية في إدارة البلاد وتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي أمرًا حاسمًا لمستقبل السودان. وبالنظر إلى أزمة البرهان وحميدتي، يجب على الأطراف السياسية السودانية العمل على إيجاد حلول سلمية ومسؤولة لهذه الأزمة، وتحقيق التوافق والتنازلات من أجل مصلحة البلاد.
وفي هذا الصدد، قامت الحكومة السودانية باتخاذ عدة خطوات لتهدئة التوترات وإيجاد حلول لأزمة البرهان وحميدتي، من بينها إجراء حوارات سياسية مع كل الأطراف المعنية وإرساء الديمقراطية وتعزيز دور المؤسسات الحكومية لتحقيق الاستقرار والأمان في البلاد. ولعب المجتمع الدولي دورًا مهمًا في المساندة والتشجيع لتطبيق الحوارات وإيجاد الحلول السلمية التي تحقق الاستقرار والسلام في السودان.
ومن الواضح أن أزمة البرهان وحميدتي ليست العامل الوحيد الذي يهدد الاستقرار في السودان، فهناك العديد من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تحتاج إلى معالجة فورية وحلول شاملة ومستدامة، لتحقيق الاستقرار والازدهار في البلاد.

وفي النهاية، لا بد من التأكيد على أهمية تمثيل جميع فئات المجتمع السوداني في عملية صنع القرارات السياسية والتنموية، وتوفير الفرص والمنافع للجميع، سواء كانوا من الجنوب أو الشمال أو الغرب أو الشرق، لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى