وزير الأوقاف: العلم النافع هو كل علم يفيد الناس في شئون دينهم أو دنياهم
كتبت- ريتاج أشرف
أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن علم الله “عز وجل” هو العلم التام الكامل، فقد عَلِمَ سبحانه وتعالى ما كان وما هو كائن وما سيكون، أحاط علمه “عز وجل” بكل شيء ولا يحيط به ولا بعلمه شيء، فهو سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، يعلم الحاضر والغائب والمستقبل، يعلم السر وأخفى.
حديث نبوي
ويقول سبحانه على لسان الملائكة: “قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم”، ويقول سبحانه على لسان نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم”: “قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”، ويقول سبحانه: “وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ”، ويقول سبحانه: “قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ”، ويقول سبحانه: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ”، ويقول سبحانه: “وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”، ويقول سبحانه: “أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ”،
طاعة الله
وتابع وزير الأوقاف في كلمة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: فمن علم أن الله عليم بسره ونجواه وعلانيته، عليم بما تكن الأنفس وما تخفي الصدور أطاع الله “عز وجل”، وابتعد عن معاصيه، وعمل على مرضاته، يقول سبحانه: “وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى”، ويقول سبحانه: “إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ”، ويقول سبحانه: “اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ”، ويقول سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.
الاستخارة
كما أكد وزير الأوقاف أن علم الله هو العلم الكامل والعلم التام ولذلك علمنا نبينا “صلى الله عليه وسلم” الاستخارة في الأمور كلها فعن جابر بن عبد الله “رضي الله عنه” قال كان النبي “صلى الله عليه وسلم” يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، وكثير منا يغيب عنه هذه السنة النبوية المحمدية وهي سنة هامة، حيث تتبرأ من علمك إلى علم الله ومن حولك وقوتك إلى حول الله وقوته، فيقول “صلى الله عليه وسلم”: “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: “اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فاقدره لي وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به ويسمي حاجته”، هذه الاستخارة كما علمنا إياها نبينا “صلى الله عليه وسلم”، فإذا أسندت الأمر إلى الله “عز وجل” فسيشرح الله صدرك.
الأخذ بأسباب العلم
ولفت الوزير إلى أن العليم هو الله “عز وجل” ومهما بلغ علم الإنسان فعليه أن يدرك كما علمنا القرآن الكريم: “وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ”، ويقول سبحانه: “وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”، غير أن القرآن الكريم قد حثنا على الأخذ بأسباب العلم، ودعانا إليه، وبين لنا النبي “صلى الله عليه وسلم” فضل طالبي العلم فقال: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا إلى الجنة”، ويقول سبحانه: “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”، ويقول سبحانه: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”، وأختم حديثي بأمرين:
أننا من اسم الله العليم نؤكد على أهمية الأخذ بأسباب العلم، يقول نبينا “صلى الله عليه وسلم”: “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله به طريقًا إلى الجنة”، يقول الشاعر:
لم يبن ملك على جهل وإقلال
مع تأكيدنا أن العلم النافع هو مطلق العلم، فكل علم يفيد الناس في شئون دينهم أو دنياهم فهو من مطلق العلم النافع الذي علينا أن نأخذ أنفسنا به.
الأمر الآخر: أن الخلق مهما بلغوا من العلم فلا يوازى ولا يقارن ولا يضاهى بأي نسبة من النسب بعلم الله العليم، فالخلق لا يحيطون علمًا لا بالخالق ولا بعلمه، يعلم ما تُكن نفوسهم وما تخفي صدورهم، يعلم السر وأخفى، ما كان وما هو كائن وما سيكون، وهم لا يحيطون بشيء من علمه، يقول سبحانه: “اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”.
سبحان الخلاق العظيم، سبحان الخلاق العليم، سبحان من وسع علمه السماوات والأرض، سبحان من يعلم السر وأخفى، اللهم أفض علينا بفيضك الكريم علمًا وخيرًا وبركة في هذا الشهر الكريم، وهيئ لنا من أمرنا رشدًا، اللهم علمنا ما جهلنا وذكرنا ما نسينا، وارزقنا حسن الفهم لديننا، وارزقنا العلم النافع في أمور معاشنا ومعادنا، إنك ولي ذلك والقادر عليه.