منوعات وسوشيال

نعمة البصر فوق كل أماني الدنيا

كتبت - حوراء صالح

0:00

في إطار سلسلة كتاباتها “حكاية الجمعة”، نشرت الدكتورة سوزان القليني، أستاذ الإعلام، قصة تعكس قيمة نعمة البصر مقارنة بجميع متاع الدنيا.

يحكي الأب لابنه قائلاً: “يا بني، إني أحبك.” فيرد الابن بحب: “وأنا أيضاً أحبك يا أبي.” يستمر الأب في سؤاله: “فماذا تتمنى في هذه الحياة يا بني؟”

يرد الابن بحماس: “أتمنى أولاً أن أحصل على شهادة علمية في الطب يا أبي.” فيجيبه الأب مشجعاً: “وماذا أيضاً، فإني أجهز لك ما تحب، فتمنى علي.”

يسترسل الابن في أحلامه قائلاً: “أحب أن يكون لي عيادة وعندي سكرتير، وأن يكون لي في المستقبل زوجة وأن يرزقني الله أولاداً صالحين.” يتابع الأب: “وماذا بعد؟” فيضيف الابن: “أتمنى أن يكون عندي سيارة فخمة ومزرعة للخيول الأصيلة وبستان يحتوي على كل أنواع الفواكه والمزروعات.”

يواصل الأب سؤاله: “نعم، تابع يا بني فإني أسمعك.” يستكمل الابن قائلاً: “أود أن يكون لدي مالاً كثيراً أتمتع به وأجوب العالم، أرى الحضارات والمنشآت الضخمة، وأشاهد التلال والوديان والبحار والأنهار.” يتأمل الأب ابنه الغالي ويقول: “نعم يا حبيبي، تابع وقل كل ما تشتهيه نفسك.”

يضيف الابن: “وأتمنى أن يكون عندي قصر منيف جميل كبير مليء بالتحف والفرش الجميلة بهية الألوان والأشكال، وأتمنى أن أكل كل ما لذ وطاب من الأطعمة الشهية والفواكه اللذيذة.” يتابع الأب سؤاله: “وماذا أيضاً؟”

يرد الابن متعجباً: “لم كل هذه الأسئلة يا أبي؟” يجيب الأب: “يا بني الحبيب، أرأيت لو أن عندك كل ما ذكرت من متاع الدنيا وزينتها وأموالها زخرفها، ثم أخذ الله بصرك، فماذا تستفيد من كل هذا؟”

تصيب الدهشة الابن، ويقول: “لقد أصابتني الدهشة يا أبي، إن كل هذا لا يساوي نعمة البصر، فما فائدة كل متاع الدنيا إن أنا فقدت بصري!”

ينصح الأب ابنه: “إذاً، عليك أن ترى الفضل الإلهي في هذه النعمة، وأن الكون كله لا يساوي هذه النعمة التي أكرمنا الله بها، وأن تشكره على نعمه كلها ما علمت منها وما لم تعلم.” يرد الابن: “جزاك الله خيراً يا أبي، فأنت خير معلم. فعلاً، إن كل هذه المتع لا تساوي يوماً في الظلام بدون نور العيون. كم نحن مقصرون في الشكر يا أبي.”

العبرة المستفادة من القصة تكمن في أننا ننسى، وسط زحمة الحياة وأمانينا التي لا تنتهي، أن نعم الله التي أنعم بها علينا أكبر وأغلى وأثمن من كل ما نتمنى. الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه.

هذا المحتوى تم باستخدام أدوات الذكاء الإصطناعى.

زر الذهاب إلى الأعلى