حكايات زمانمصر زمان

مكوجي الرجل.. مهنه القوة

كتبت - حبيبة نصار

0:00

مكوجي الرجل هي مهنة قديمة تكاد تكون انقرضت او علي وشك الانقراض إلا من أماكن قليلة جدا في مصر.
كان المكوجي يضطر لاستعمال رجله أثناء الكوي فيقوم بوضع قدمه على خشبة فوق المكواة للضغط عليها ولتوجيهها وتحريكها بحرية على الملابس وذلك لأن المكواة كانت ثقيلة حيث أنها عبارة عن قطعة حديد تتعدى الـ 30 كيلو وطولها حوالي نصف متر وكان كل مكوجي عنده في المحل فرن أو وابور يستعملهم في تسخين المكواة التي تستغرق تقريباً 10 دقائق أو ربع ساعة في تسخينها.
يأخذ المكوجي المكواة من الفرن بقطعة قماش ثم يضع عليها قطعة خشبية حتى يستطيع وضع قدمه عليها ويمسك ذراع المكواة ويبدأ في عملية الكوي بعد أن يضع الملابس على ألواح خشبية سميكة مغطاة بالقماش…بعد فترة بتكون المكواة اللي في رجله بردت فيتم ابدالها بواحده اخري ساخنه ووضع المكواه التي بردت فوق الفرن او الوابور لتسخن.كان السعر في بدايه ظهور المهنه في حدود قرشين للجلاليب والعبايات الصوف وثلاثة قروش للبدل…كانت هذه الملابس تحتاج في كيها إلى جسم ثقيل في درجة حرارة معينة ولأن المكواة في هذا الحجم الثقيل لا يستطيع أن يحركها بيده فقط فقد كان يستعين بقوة الدفع من رجله مع ذراعه وهذا الأمر يحتاج إلى مهارة خاصة لا يستطيع أن يقوم بها أي إنسان وأيضا تحتاج إلي جسد قوى البنية كما تقتضي مهنة مكوجي الرجل أن يعمل من يمارسها على بنكت منخفض فوق سطح الأرض بقليل بخلاف المكوجي العادي حيث يقوم بأداء عمله جالسا أو راكعا أو منحنيا وكان صبيه يتردد على البيوت لتسليم الملابس التي تم تنظيفها وكيها… كان أول من إبتكر مكواة الرجل هم الصينيون في القرن الرابع الميلادي ثم إنتقلت الفكرة إلى أوروبا وظلت تتطور الفكرة حتى وصلت إلى شكل المكواة الحديثة بالكهرباء والتى إبتكرها الأمريكي هنري سيلي عام 1882م ومن ثم ومع مرور الزمن ومع هذا التطور أصبحت مهنة مكوجى الرجل حاليا تعد علي وشك الإندثار مع الوقت ولن تجد من يعمل بها تدريجيا حيث يعمل بها عدد قليل فالجميع يرغب فى العمل بالبخار كما أنه مع مرور السنوات تراجع الإقبال على تلك المكواة التقليدية مع إنتشار المكواة الكهربائية والتى إمتهن الكى بها الكثيرون إلى جانب إنتشارها فى كثير من المنازل إلا أن من يقطنون فى المناطق الريفية مازال بعضهم متمسكا بإرتداء العباءة والجلباب والملابس المصنعة من الصوف الأمر الذى يدفعهم إلى الذهاب لمكوجى الرجل.
حازت مهنة المكوجى الرجل كونها واحدة من أكثر المهن التي تتواجد فى الأفلام المصرية القديمة عندما كانت جذابة تشكل حضوراً متميزاً فى حياة الناس اليومية حيث كان “صبى” المكوجى يتردد على البيوت لتسليم الملابس .

زر الذهاب إلى الأعلى