وقف الشاويش عطية داخل البلاتوه يهيئ نفسه فرحا في مواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها، وفي لحظة سكون قبل أن ينطلق الصوت المعتاد “كلاكيت” وفتحت الكاميرا عيونها على الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره، ولكن اغرورقت الأعين بالدموع بعدما فوجئ الجميع بسقوطه على الأرض، وتتساقط الدموع على وجنتيه وهم يساعدونه على النهوض، واضطروا أن يحملوه بعيدا.
البداية عندما كان المخرج حسن الأمام يصور فيلم “الخطايا”، وأرسل إلى الفنان رياض القصبجي والشهير بالشاويش عطية، بعد أن سمع بأنه تماثل للشفاء بعد الشلل الذي أصابه، وأنه بدأ يمشي ويتحرك فأراد أن يرفع من روحه المعنوية، وكان الدور مناسبا له.
وجاء الشاويش عطية إلى الاستوديو، ودخل البلاتوه مستندا على ذراع شقيقته، وتحامل على نفسه ليظهر أمام الحاضرين أن باستطاعته أن يعمل، لكن أدرك المخرج حسن الأمام أنه لايزال يعاني.. وسيجهد نفسه كثيرا إذا ما واجه الكاميرا، فأخذ يطيب خاطره، ويضاحكه، ويطلب منه بلباقة أن يستريح، وألا يتعجل العمل قبل أن يشفى تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه.
أصر الشاويش عطية على العمل، وتحت الإلحاح وافق حسن الأمام حتى لا يكسر خاطره، واستعد مدير التصوير، بينما وقف الشاويش عطية يهيئ نفسه فرحا في مواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها، ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق الصوت المعتاد “كلاكيت”، وفتحت الكاميرا عيونها على الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجا في أداء دوره، وفي لحظات سقط في مكانه تتساقط الدموع على وجنتيه وهم يساعدونه على النهوض، واضطروا أن يحملوه بعيدا.
عاد الشاويش عطية إلى منزله حزينا، وكانت هذه آخر مرة يدخل فيها البلاتوه، وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا.
وبعد مرور عام من هذه الواقعة وفي أبريل ١٩٦٣، رحل الشاويش عطية والذي كان رحيله مأساويا، حيث استيقظ مبكرا على آلام شديدة في جنبه، واستغاثت زوجته بطبيب الإسعاف الذي جاء واعطاه بعض المسكنات، لكنه فارق الحياة بعد لحظات.
أسرع ابنه إلى نقابة الممثلين يطلب إعانة ليشيع جثمان ابيه، وقالت النقابة أنها لاتستطيع أن تساهم بأكثر من ٢٠ جنيها، وظل الشاويش عطية مسجى على فراشه ينتظر مصاريف الدفن والجنازة، إلى ان علم المنتج جمال الليثي بما جرى فتكفل بكل شيئ.
وكانت نهاية حزينة للشاويش عطية الذي عاش سنواته الثلاث الاخيرة على معاش قدره ٧ جنيهات، ازدادت تحت الإلحاح ومساعي اهل الخير إلى ١٠ جنيهات.