مصر زمان

قاوم الاستعمار بالغناء.. لماذا رفض سيد درويش التقرب للملك؟

على الهوارى

0:00

الموسيقار سيد درويش هو أحد رواد الموسيقى ومجددها وهو باعث النهضة الموسيقية في مصر والعالم العربى، صاحب أغانٍ ومقطوعات من التخت الشرقى الخالص، وأناشيد كلها مستوحاة من البيئة التى يعيش فيها، وهو ما جعل الشعب يحفظها عن ظهر قلب ويرددها إلى الآن، نشأ نشأة دينية وحفظ القران.

ولد الموسيقار سيد درويش في مثل هذا اليوم عام 1892 بحى كوم الدكة بالإسكندرية، بدأ حياته وهو في السادسة عشر عاملا للبناء ويغنى للعمال أثناء العمل حتى لفت نظر أصحاب فرقة سليم عطالله الى صوته فعرضوا عليه العمل في فرقتهم.
البداية مع الشيخ سلامة حجازى
بدأ الشيخ سيد درويش ـ كما كان يحب أن يسمى ـــ حياته الفنية مرددا لألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري عام 1905 داخل المعهد الدينى الذي يدرس فيه، لينتقل إلى الغناء في المقاهي.
أتى به الشيخ سلامة حجازي من الإسكندرية إلى القاهرة فقدم أول حفل غنائى له في مقهى الكونكوريا قدم فيه أول أغنية من تلحينه “زورونى كل سنة مرة حرام.. تنسونى بالمرة.. حرام”.
سافر سيد درويش مع الأخوين عطالله إلى الشام 1908 وغنى سيد درويش على مسارح بيروت وفى الافراح والحفلات الشعبية، واستمر هناك أربع سنوات اتقن فيها العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية.
قوم يامصرى مصر دايما بتناديك
عاد سيد درويش إلى القاهرة وقدم أول أدواره الغنائية (يا فؤادى ليه بتعشق )، وفى عام 1919 غنى أول أغنية وطنية (قوم يا مصرى.. مصر دايما بتناديك)، ثم تبع ذلك الكثير من الألحان للفرق المسرحية الموجودة آنذاك الريحانى ومنيرة المهدية وجورج أبيض وعلى الكسار.
موقف وطنى جرئ
ويحكى الكاتب مأمون الشناوي موقفا من المواقف الوطنية للموسيقار سيد درويش نشرها في مجلة الجيل عام 1953 يقول فيها:
دعى بعض الموسيقيين من أعضاء معهد فؤاد الأول للموسيقى لإحياء حفلة ساهرة في قصر عابدين، ورأى رجال المعهد على الرغم من خلافهم التنافسى مع المجدد الثائر على الأوضاع سيد درويش أنه خير من يضع الأناشيد الوطنية والحماسية فذهبوا إليه ــــ كارهين ـــ وقال له مسئول المعهد “لقد دعينا لإحياء حفلة موسيقية بسراى عابدين يشرفها الملك فؤاد بنفسه.. وقد جئنا إليك راجين أن تشاطرنا هذا الشرف بتقديم نشيد في تحية الملك
رد سيد درويش: كم كان يسعدنى هذا الشرف لكن الأيام الباقية على إقامة الحفل لا تكفى لوضع النشيد المناسب، لكن ألح عليه زملاؤه في إنجاز النشيد، ولاقت لأحدهم فكرة ظن أن فيها الحل وقال “ليس عليك إلا أن تضع اسم فؤاد مكان اسم سعد في نشيدك السابق وتغنيه.
زر الذهاب إلى الأعلى