مصر زمان

في ذكرى رحيله.. العلامة «ديدات» من بائع الملح للمدافع عن الدين

على الهوارى

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل العلامة الشيخ أحمد ديدات الذي رحل عن عالمنا 8 أغسطس من عام 2006 حيث وهب نفسه للدفاع عن الإسلام، ومواجهة التنصيريين ودرء الشبهات وأسلم على يديه الآلاف.
ولد أحمد حسين ديدات فى تادكهار فار بإقليم سورات بالهند عام 1918 لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات وأمه فاطمة، كان والده يعمل بالزراعة وأمه تساعده فى عمله، ومكثا تسع سنوات ثم انتقل والده إلى جنوب أفريقيا وعاش فى ديربان، وغير أبوه اتجاه عمله الزراعى إلى ترزى.
ونشأ الشيخ ديدات على منهج أهل السنة منذ نعومة أظافره، والتحق بالدراسة بالمركز الإسلامى فى ديربان لتعلم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية، وفى عام 1934 أكمل الشيخ ديدات المرحلة الابتدائية وقرر أن يعمل لمساعدة والده.
عمل أحمد ديدات فى دكان لبيع الملح وانتقل للعمل فى مصنع للأثاث وقضى فيه اثني عشر عاما وصعد سلم الوظيفة فى هذا المصنع من سائق ثم بائع ثم مدير للمصنع، وخلال هذه الفترة التحق بالكلية الفنية السلطانية، كما كانت تسمى فى ذلك الوقت، فدرس فيها الرياضيات وإدارة الاعمال.
وتعتبر فترة الأربعينيات من القرن العشرين نقطة تحول فى حياة أحمد ديدات، وسبب ذلك زيارة آدم التنصيرية فى دكان الملح الذى كان يعمل فيه الشيخ وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام لم يستطع وقتها الإجابة عنها.

وقرر الشيخ أحمد ديدات دراسة الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية، حتى النسخ العربية كان يحاول أن يجد من يقرأها له وعمل دراسة مقارنة فى الأناجيل، وأثناء عمله فى باكستان عثر على كتاب “إظهار الحق” لرحمت الله الهندى عندما كان من مهامه فى العمل ترتيب المخازن فى المصنع، وقد كان الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن الشيخ الأصلى “الهند”، ذلك أن البريطانيين لما هزموا الهند كانوا يوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل فى المستقبل فلن تأتى إلا من المسلمين الهنود لأن السلطة والحكم والسيادة انتزعت غصبا من أيديهم، وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار فى البقاء فى الهند لألف عام وبدأوا فى استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند وهدفهم الأساسى تنصير المسلمين.
سافر الشيخ أحمد ديدات إلى دولة باكستان فى عام 1949 ومكث بها ثلاث سنوات وتزوج وأنجب ولدين وبنتا خلال هذه الفترة التى عمل فيها فى مصنع للنسيج وعاد مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا وأصبح مديرا للمصنع الذى تركه قبل السفر.
كان ديدات يحاضر كل يوم أحد محاضرات دعوية، وكان جمهوره يبلغ من الأعداد من 200 إلى 300 فرد، وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة أشهر اقترح شخص إنجليزى اعتنق الإسلام يدعى “فيرفاكس” أن يدرس المقارنة بين الديانات المختلفة وأطلق على هذه الدراسة اسم “فصل الكتاب المقدس bible class”، وكان يقول إنه سوف يعلم الحضور كيفية استخدام الكتاب المقدس فى الدعوة إلى الإسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى