اشتهر بدور الراجل الفهلوي الجدع، تتلمذ على يد العملاق نجيب الريحاني، بلغ به عشقه للفن والمسرح ما جعله يهرب من المدرسة في الصباح ليتجول في شارع عماد الدين، شارع الفن في ذلك الوقت، وبالرغم من حبه للتمثيل إلا أنه بدأ حياته كمغني في مسرح منيرة المهدية.
هو فنان خفيف الظل اسمه الحقيقي محمد إبراهيم إبراهيم الشهير بـ “محمد شوقي”، ولد في ٦ يناير عام ١٩١٥م في حي بولاق أبو العلا وتلقى علومه في مدرسة السعيدية الثانوية إلا أن عشقه للمسرح سيطر عليه حتى انه كان يهرب من المدرسة إلى شارع عماد الدين.
بدأ حياته الفنية وقدم أول أدواره على مسرح “منيرة المهدية”
كمغني وليس ممثل، إذ قادمةأحد زملاء الدراسة ويدعى عباس يونس وساعده للوصول إلى الست منيرة المهدية ليعرض عليها موهبته، بادرته بالسؤال إذا كان يجيد الغناء وغنى لها مقطع من إحدى أغنيات كوكب الشرق ونجح في الحصول على دور في إحدى مسرحياتها وتدعى “عروس الشرق” عام ١٩٣٧م، وقدم دور غنائياً من تلحين رياض السنباطي وتأليف الشيخ يونس القاضي.
إلا أن الغناء لم يروي شقبه للتمثيل والمسرح الذي عشقه منذ نعومة أظفاره، فسعى جاهداً لإيجاد مكان له وسط نجوم المسرح في ذلك الوقت، وجاءته فرصة ذهبية من خلال أبو المسرح أو “بابا شكري” وهو أشهر مدير مسرح في ذلك الوقت، أخضعه للعديد من الاختبارات والتي اجتازها عن جدارة والتحق بمسرح علي الكسار من خلال إدوار صغيرة
وكحال فنانين كثيرين فإن الصدفة لعبت معه دوراً مهماً عندما اعتذر أحد الفنانين بمسرح الكسار عن أداء دوره وكان يدعى علي حسين وحتى يخرج الكسار من هذا المأزق المفاجئ أسند دوره لشوقي الذي ابلى بلاءً حسناً ونال استحسان وتصفيق
الجمهور، وعندها رفع أجره من ٤ جنيهات إلى ٦ جنيهات، وظل يعمل بمسرح الكسار حتى حله عام ١٩٤٦م لينتقل بعدها الى مسرح شكوكو ثم مسرح نجيب الريحاني الذي اثر في وجدانه الفني والإنساني أيما تأثير على حد قوله.
بعد وفاة والده اضطر للعمل في مجال السياحة حتى يعول أسرته إلا أنه وجد صعوبة كبيرة في التوفيق بين الوظيفة في الصباح والمسرح في المساء واختار المسرح وعمله بالفن وضحى بوظيفته لأجل عيون ما احب، حيث كان فنانا الجميل متعدد المواهب فكان الى جانب التمثيل يهوى الغناء والطبخ والالقاء كما كان خطاطاً موهوب
تزوج “شوقي” مرتان ورزقه الله من زواجه الأول بإبنه الأكبر “أشرف” ثم “إيناس” و”إيمان” و”أكرم” من زواجه الثاني.
بدأت صحته في التدهور إذ مر بأكثر من وعكة صحية كان آخرها أثناء أدائه دوره في مسرحية هات وخد أمام الفنان حسن يوسف وسقط على المسرح وتم نقله إلى المستشفى، وبعد أسبوع وافاه الأجل في ٢١ مايو عام ١٩٨٤م إثر التهاب في الكبد.
وعلى الرغم من إنه لم يحصل يوماً على الدور الأول في أي من أعماله إلا أن أدواره على قصرها تركت بصمة في وجداننا لا يمكن ان تُنسى، وبلغ رصيده الفني 250 فيلماً إلى جانب المسرحيات والمسلسلات، ومن المحزن و كما جاء على لسان أفراد أسرته إنه لم ينل تكريم من قبل الدولة حتى يومنا هذا.