مصر زمان

حكاية قصر الأمير يوسف كمال على ضفاف النيل بنجع حمادى

على الهوارى

علي ضفاف نيل نجع حمادي الغربية ستجد تحفة معمارية يرجع تاريخيها إلي أكثر من 110 أعوام لتظل شاهدة علي حكايات عاشها الأمراء هنا في المدينة الشمالية.
أيام الأمير يوسف كمال، أحد أبرز أمراء أسرة محمد علي، الذى كان عاشقًا للفن وشراء اللوحات الفنية وكان يجوب العالم من أجل شراء القطع الفنية النادرة ليهديها للمتاحف.
الطراز المعماري للقصر
وأسس الأمير يوسف كمال، مدرسة الفنون الجميلة عام 1905م، وجمعية محبى الفنون الجميلة عام 1924م، كما أنه من المشاركين فى تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وكان رحالة وجغرافى مصرى بارز، عرف بعشق الصيد والإبحار فى القراءات التاريخية، كما عرف عنه السفر إلى عدة بلاد كإفريقيا الجنوبية، وبعض بلاد الهند، وهو من جامعى المقتنيات والكتب.
صنف كمال من أغنى المصريين فى النصف الأول من القرن العشرين، ففى عام 1934م قدرت ثروته بحوالى 10 ملايين جنيه، وكان فى هذا العام أغنى شخصية فى مصر، وكان له دور كبير فى تنمية عدد كبير من قرى الصعيد، بعدما ساعد فى دخول بعض التقنيات الزراعية الحديثة فى نجع حمادى، وساعد فى تطوير الزراعة هناك.
القصر من الداخل
وأنشأ الأمير يوسف كمال قصره بنجع حمادى عام 1908، وتم تسجيل القصر كأثر إسلامى عام ‏1988، ويتكون القصر من 9 وحدات معمارية فريدة، أقيمت على مساحة ‏10‏ أفدنة، وتضم الوحدات المعمارية للقصر “قصر السلاملك، القصر، قاعة الطعام، المطبخ، الفسقية، ضريح الشيخ عمران، المئذنة، قاعة الدرس، السبيل”، وتعد وحدات القصر التسع مزيجًا من الطرازين الأوروبى والإسلامى.
كما أن للقصر أربع واجهات خزف من الخارج، فيما يتكون القصر من الداخل من دورين وبدروم ودور مسحور وسطح والدور الأرضى، ومن أجمل ما يوجد بالقصر “أسانسير خشبى صنعه الأمير خصيصًا لوالدته المريضة بالقلب”، وتحتل قاعة الطعام الجنوب الغربى من السلاملك، ولها 4 واجهات خزف .
وساهمت مجموعة المقتنيات الخاصة بالأمير فى تأسيس متحف الفن الإسلامي، وكانت تلك المقتنيات عبارة عن مجموعة من الثريات، ومنابر المساجد، والسيوف والمشغولات الذهبية، والمصاحف والدروع قام بإهدائها للدولة طوال فترة طويلة، كما ساهمت جهوده فى تسجيل تلك القطع الأثرية مع الوصف التفصيلى لها وتاريخ صنعها.
وكان الأمير يوسف كمال، شديد الولع بإصطياد الوحوش المفترسة وغامر فى سبيل ذلك بالسفر إلى أفريقيا الجنوبية وبعض بلاد الهند وغيرها واحتفظ بالكثير من جلود فرائسه وبعض رؤوسها المحنطة وكان يقتنيها بقصوره العديدة فى القاهرة والإسكندرية ونجع حمادى مع تماثيل من المرمر ومجموعة من اللوحات النادرة، كما أهدى مجموعة من الطيور المحنطة ورؤوس الحيوانات المفترسة من صيده إلى متحف فؤاد الأول الزراعى.
وأعيد افتتاح قصر الأمير يوسف كمال فى عام 2019 بعد ترميمه بتكلفة إجمالية وصلت إلى 31 مليون جنيه، ويضم القصر أكثر من 500 قطعة اشتراها الأمير من دول أوروبا.
زر الذهاب إلى الأعلى