اشتهر قديما في مصر زمان مهنة عُرفت باسم السقا، ولكن تلك المهن لا يوجد لها وجود اليوم على الرغم من أهميتها قديماً، فبدأت تلك المهنة في الإختفاء تدريجياً منذ عام 1865 مع نشأة شركات المياه التي تتمكن من ضخ المياه في أنابيب وتوزيعها
تعتبر مهنة السقا واحدة من أهم المهن التي لا يُستغنى عنها في عصر الخلفاء والولاة المسلمين في مصر، فيعتبر السقا هو المسئول عن توصيل المياة ونقلها من الخزانات ونهر النيل إلى المساجد والمدارس والمنازل، وأماكن الشرب العامة، وخدمة الأهالي في هذا الصدد.
كان يقوم السقا بوضع الماء في إرب من جلد الماعز وتكون الإربة غير مصبوغة لضمان الحفاظ على المياه وعدم تلوثها، ولضمان خلوها من أي ثقوب بها فتقوم بتقليل المياه الموجودة بها، ويحملونها على ظهورهم وقد يحملون برميلاً كبيراً مملوء بالمياه به حنفيات من الخلف تقوم بسحبه الأحصنة والحمير
ولتسهيل العمل على السقا قام الناس ببناء السُبل، وهى عبارة عن مكان أنشأه أهل الخير لتوفير المياه اللازمة للشرب وتوفيرها للناس في الأحياء، وكان الأكثر شيوعاً هو سبيل “الكُتاب”.
عُرف منذ القدم أن السقا يقدم تلك الخدمة للناس مقابل أجر يتقاضاه يومياً ثمناً لخدمته، وتمثل هذا الأجر في وضع علامة أو شرطة على باب المنزل وعند الوصول إلى رقم معين يتقاضى أجره.
لم يستطيع العمل في مهنة السقا أي أحد ولكن هناك مجموعة من الشروط الواجب توافرها في السقا عند إختياره، فكان يخضع المتقدم للعمل في مهنة السقا إلى إختبار مبدئ، هو أن يقوم المُتقدم بحمل إربة مملوءة بالنياه وكيس مملوء بالرمل يزن حوالي 67 رطلاً لمدة ثلاثة أيام، وثلاثة ليالي متواصلة، دون السماح بالنوم أو الجلوس مطلقاً فيظل الفرد واقفاً حاملا الإبة وكيس الرمل.