مصر زمان

تزوجت لخدمة مصالحه.. قصة شقيقة الملك فاروق «التعيسة»

على الهوارى

«إن شقيقتي فوزية تعيسة جدًا»، قال الملك فاروق تلك الجملة، وهو يجلس في قصره ذات يوم، فيما كان يُحدق في السماء، وكأنه يخاطب القمر، بحثًا عن حلول لشقيقته التعيسة، والتى تسبّب في زواجها من شاه إيران، ما جعله يشعر بالذنب، ويقول في أحد الأيام: «أنا المسئول.. أنا المسئول»، وأحيانًا «إن فوزية تعيسة جدًا، وتعيش عيشة قاسية، عيشة كلها مرارة، كلها نكد، كلها شقاء، وكلها بكاء، أنا المسئول عن ذلك».
كان «فاروق» يقول عن الإمبراطورة فوزية دائمًا «إنها ملاك بأخلاقها وطباعها، ولم تغتر يومًا بجمالها، فكانت على الدوام مثال للبساطة والتواضع، وهي علاوة على ذلك هادئة بشكل غريب، تختلف اختلافًا تامًا عني وعن شقيقاتها»، وفقًا للشهادة التى رصدها كريم ثابت في كتابه «طلاق شاه إيران والإمبراطورة فوزية.. القصة الكاملة والأسرار الخفية».
أما عن ظروف زواجها من شاه إيران، قال: «كانت فوزية خام جدًا، وهي فتاة، ولا تعرف عن الحب إلا اسمه، ومن المحقق أن حديثها مع أي شاب عرفته قبل زواجها لم يجاوز عبارات التحية، ولم يكن لها في الزواج أو في الرجل الذى تود أن تكون زوجة له رأي معين، فلما كاشفتها بفكرة زواجها من الشاه، قالت (إن كنت تريد مني أن أتزوج به فليكن ما تريد)، فقلت (لا إنني أود أن يتم هذا الزواج ولكني لا أجبرك عليه، إن كنت لا تميلين إليه)، فقالت (لا إنني أود أن يتم هذا الزواج ولكنى لا أجبرك عليه)».
وعندما استيقظ أفراد الحاشية الإيرانية من نومهم في اليوم التالي، صدمتهم مفاجأة إخلاء القصر من جميع الحراس والخدم، باستثناء ضابط حراسة واحد ومخبر، لم يكن لديهم أي شيء يقولونه لهم سوى ان الأوامر قد صدرت بإخلاء القصر من الخدم والحراس وهو ما يعني بشكل لا يخلو من الفظاظة، أنهم لم يعودوا من تلك اللحظة ضيوفا على جلالة الملك.
وعلى الرغم من ثورة الغضب التي استبدت برجال الحاشية وبدوائر السفارة الإيرانية في مصر، فإن الملك فاروق مضى في طلاق فوزية من الشاه، وبعد فترة، كانت الاتصالات تجري في طهران للاتفاق على الطلاق، وهو ما رفضه الشاه في البداية، ولكن تم الاتفاق عليه فيما بعد، بل وافق على احتفاظ فوزية بجميع المجوهرات التى أهداها إليها في مناسبات مختلفة، وقد أذيع نبأ طلاق فريدة وفاروق، في نفس الوقت الذى تم الإعلان فيه عن نبأ طلاق الشاه والإمبراطورة فوزية.

زر الذهاب إلى الأعلى