فنون وابداع

الأدب المسرحي في مؤتمر إقليم غرب ووسط الدلتا

كتبت : أنس الوجود رضوان

عقدت رابع جلسات المؤتمر الأدبي لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي في دورته الثالثة والعشرين، المقام ضمن برامج وزارة الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة المنوفية، بعنوان “الأجناس الأدبية وآليات التلقي.. أدب الإقليم نموذجا” دورة الشاعر الراحل “مصطفى عبد المجيد سليم”.

وشهدت قاعة المؤتمرات بفندق جامعة المنوفية، الجلسة التي أدارها الشاعر محمد عزيز، وتضمنت مناقشة بحثين، الأول بعنوان “الرواية وآليات التلقي”، قدمه الباحث سالم محمود سالم، ناقش خلاله مفهوم الرواية موضحا أهميتها كأحد الأجناس الأدبية التي تعكس روح البيئة من خلال رصد الحالات والاتجاهات، خاصة الاتجاهات الحديثة التي عالجت بعض قضايا المجتمع من خلال كُتّاب استحوذت عليهم الرواية كجنس أدبي لديه قدرة الاستحواذ على المتلقي.

كما تناول تفصيليا عناصر الرواية من حيث الشكل والبناء الدرامي والمضمون واللغة ومستويات السرد، وغيرها، موضحا أن اللغة تأتي في المقدمة لأنها بصمة الكاتب، ويمكن للكاتب استخدام اللغة الفصحى في السرد، والعامية في الحوار، والجمع بين الاثنين (سردا وحوارا) لإيصال الفكرة إلى المتلقي الذي يشارك غالبا فى الأحداث من خلال ملء الفراغات الموجودة في العمل، والتي يتركها المؤلف بقصد أو بغير قصد.

أما عن الأحداث قال: تأتي على لسان الراوي في أغلب فصول الرواية بضمير الغائب، عدا القليل من المواضع خصوصا الحوارية منها، فهو ينتقل للضمائر الأخرى وتتعدد الأصوات في الحوارات، وهذا المزج الملازم للحوار يجعل للغة مقومات حاضرة على طول المشهد الروائي، مع عدم الافراط فى اللغة العامية، إلا في جمل قصيرة.

وتواصلت فعاليات الجلسة مع البحث الثاني “تداخل الأجناس الإبداعية في المسرح” للشاعر أشرف أبو جليل، ناقش خلاله مدى تأثر الحركة الأدبية في العالم العربي بالغرب في العصر الحديث، خاصة مع بدايات القرن العشرين، الأمر الذي ساعد على تقسيم الإبداع إلى أجناس، بل ظهور معظم الأجناس الإبداعية التي يمارسها المبدعون العرب كمحاكاة لنظائرها في الغرب، فظهر ما يعرف بالقصة الشاعرة، المسرح الشعري، الشعر القصصي، وشعرية السينما، وغيرها من المطبوعات الأدبية والنقدية.

وأشار “أبو جليل” أن تاريخ الإبداع العربي ظل لفترة طويلة بعيدا عن كل من هذه التقسيمات، وظل العرب يقسمون الكلام إلى قسمين وهما الشعر والنثر، واستفاضوا في وضع الكتب التي تُعرِفهما، ووضعوا قواعد تفرق بين النوعين بشكل صارم، باستثناء لمحات عابرة أشارت إلى تداخل النوعين الأمر الذي أدى إلى تجاهل فنون المقامة والسير والحكايا والطرائف، وعدم تدوين القصص الممسرحة على الرغم من أنه كان من الممكن البناء عليها لخلق مسرح عربي.

وأضاف أنه مع مرور الوقت ظهرت أنواع جديدة من الأدب وأصبح النثر يتفرع منه القصة والمسرحية والمقالة والرسالة، وقُسمت القصة إلى رواية وقصة قصيرة، وانقسمت المسرحية إلى كوميدية، وتراجيدية، مشيرا إلى أن أهم ما تتناوله هذه الدراسة هو “الأدب المسرحي” وليس العرض المسرحي فالمعروف أن المسرح أبو الفنون كونه يضم الشعر والقصة والسينما والفنون الشعبية والموسيقى والغناء والرسم “الديكور”، ومع ظهور المسرحة أمكن مسرحة الفكر والقرارات السياسية والنظريات العلمية والمناهج الدراسية والمشكلات الاجتماعية كالبطالة وزيادة السكان وقضايا الإرهاب وحقوق المرأة وغيرها.

المؤتمر يعقد برئاسة الشاعر جابر بسيوني، وأمانة الشاعر حمدي فرحات، ويقام بإشراف إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، برئاسة أحمد درويش والإدارة المركزية للشئون الثقافية، برئاسة الشاعر دكتور مسعود شومان وينفذ بالتعاون بين الإدارة العامة للثقافة العامة، برئاسة الشاعر عبده الزراع، وفرع ثقافة المنوفية برئاسة ربيع الحسانين. ويشهد إقامة عدد من الجلسات البحثية، بمشاركة نخبة من النقاد والباحثين بجانب الأمسيات الشعرية.

زر الذهاب إلى الأعلى