قدّس الفراعنة أشجار الدوم وكانوا يطلقون عليها شجرة “الماما”، وللدوم أهميته الكبيرة في الصعيد رغم انحصار زراعته، على الصعيد الشعبي فإن شجرة الدوم لها حضورها الطاغي في الطب والأمثال الشعبية، ويدخل في علاج الإنسان والحيوان معا، بل إن بعض أسماء العائلات تحمل اسمه
يوضح الباحث وليم نظير في كتابه “تاريخ الثروة النباتية عند الفراعنة”، أن شجرة الدوم من الأشجار المعمرة وبطيئة النمو، ولأنها كانت تعيش فتره أطول حتى من النخيل، فقد كانت مُقدسة عند الفراعنة، وكان يُطلق عليها “ماما”، كما أنها كانت لها استخدامات عديدة، فكانت ثمار الدوم من الفواكه المُفضلة عند المصري القديم لمذاقها ورائحتها الجميلة، كما كانت تستخدم كعلاج لأمراض العقم عند النساء ولزيادة الخصوبة لدي الرجال، وغيرها من الأمراض.
ويضيف وليم نظير في كتابه أن شجرة الدوم تعتبر من أشجار الزينة، وكانت تُزرع بكثافة حتى في حدائق القاهرة خلال العصر الحديث، أما جذوعها فكانت تُستخدم في صنع سواري السفن خلال العصر الفرعوني، فضلاً عن تسقيف سقف المنازل؛ لأن خشبه لا تفتك به الحشرات القارضة، ويزيده الماء صلابة خلاف المواسير المعدنية التي تتآكل وتتأكسد مع مرور الزمن.
وقد عُثر على أنبوبة قديمة مصنوعة من الدوم من العصر الروماني موضوعة بالمتحف الزراعي المصري، ومازالت هذه الأنابيب تستخدم لوقت قريب في آبار العيون في الواحات، وهى تُقام رأسيا في فوهات العيون فيتدفق منها الماء، وكانت أغصانه وسعفه تزرع منها السلال والمقاطف والأطباق والنعال ومن أليافه الحبال، مؤكدا أن حبال الفرعون “ساحو رع” صُنعت من الدوم، وبلغ طول الحبل منها 300 ذراع، وقد عُثر على ثمار الدوم في مقابر البداري من عصر ما قبل الأسرات.
ووُجدت جذوع الدوم في تونا الجبل في اكتشافات عام 1931م، وقد عُثر على نقش “نخت آمون” وهو يشرب من ماء الإيمنى المقدس عند المصريين.
ويوضح عبيد فرج الله، أن أشجار الدوم التي لها جذوع كجذوع النخل فأمرها سهل، يتسلقها الشباب والأطفال، مؤكدا أن بعد حصاده تحتاج الثمار وقتًا طويلاً كي تجف ومن ثم طحنها والاستعداد لتعبئته في أجولة ثم طرحه، مؤكدًا أن الدوم لا غنى عنه في كافة الشهور، حيث أن ثماره تحتوي علي البوتاسيوم والماغنسيوم، والفيتامينات ، لذا فالدوم مهدئ عصبي ويساعد علي النوم، ونافع للهضم وضغط الدم.