مقالات الرأى

مشيرة موسى تكتب : ربوا عيالكم علي الصح

0:00

عايزة اقول لكم علي سر خطير… مش كل واحدة فيكم خلفتها وفلذة كبدها اينشتاين…ااااه والله… يعني ايه؟؟؟ يعني مش كلكم ، رجالة او ستات ، كنتم بتطلعوا الأوائل علي الفصل…الكذب حرام … يعني مش ممكن كلكم كنتم نوابغ… ليه الكلام ده بأااه دلوقتي بمناسبة امتحانات نصف العام…هو الحقيقة كان مفروض يتقال اول العام، وفي نصف العام، وفي أي وقت كمان…ارحموا عيالكم وارحمونا من الصوت العالي والزعيق اللي أصبح بيعادل كلمة (المذاكرة)
ابويا حبيبي عمره ما كان من الأوائل في المدرسة ، كل اهتمامه كان بالكشافة والرحلات ، لكن بعد الجامعة كان من أنجح المحامين ، أما الجميلة الرائعة أمي فكانت من الأوائل، إن لم تكن الأولى ، وبعد الجامعة كرمها الملك فاروق وبقية اوائل الدولة المصرية في قصر رأس التين بالإسكندرية ، وتخليدا لهذه اللحظة الرائعة أعلق في صالون منزلي صورة الملك المهداة الي أمي ، ودعوته ، وكلمته في هذه المناسبة وبرنامج الحفل والمنيو ..
انا عمري ما كنت من الأوائل في المدرسة ، لكن عمري ما رسبت ، كان عندي قدرة علي الفهم بسرعة ، لكن ما عنديش القدرة علي الحفظ والصم ، كل بني آدم عنده قدرات متفصلة مخصوص علي مقاسه .. الجايزة الوحيدة اللي كنت باخذها في المدرسة هي جايزة الاخلاق .. اه والله …كان كل تلميذ عنده دفتر صغير (١٠×٢٥ سم)يتم تسجيل المخالفات والمكافآت فيه يوميا باستخدام علامات (+ او – ) واخر الشهر بيتم جمع العلامات دي ، انا بااه كنت باخذ العلامات الأفضل اخلاقياً .
طيب ايه؟؟؟…يعني مفروض تكوني حضرتك دلوقتي (زمان كان ده دور المدرسة .. أنا باقول زماااان اهوه) عرفتي قدرات عيالك وميولهم وتبتدي تستغليها لصالح العيال وتوجهيهم التوجيه الامثل لمصلحتهم ، المذاكرة ممكن تكون لعبة حلوة وناجحة جداً .. طبعا اخذت وقت علي ما اكتشفت الموضوع ده ، والعيال صغيرين ، اسم الله عليهم ، كان متوسط درجاتهم ٧ ، طبعا اختي كانت بتعتبرني مجنونة ، انا كنت باهلل لهم علي الدرجة دي ، واقعد اقول ما شاء الله…ما شاء الله…بس باضيف جملة” بس انا متأكدة انك ممكن تكون احسن من كده، علشان مخك كويس .
وكنت باقول انا مش عايزاكم تجربوا التخلف عام كامل عن اصحابكم ، دي حاجة ” مش هتستحملوها ” ، الحمد لله العيال كبروا واتخرجوا واشتغلوا في المجال اللي بيحبوه…
خلاصة تجربة المذاكرة…حاولي تكتشفي قدرات العيال…اوعوا تكذبوا كذبة الأوائل دي .. عمي فضل يقول كده لحد ما عياله اكتشفوا في كراكيبه شهادة قديمة وعلقوها علي المراية ، واجبروه علي الاعتراف ، المذاكرة مهمة لكن هي مش الحياة .. زمان كانت المدرسة بتخرج من الفصل وقت الامتحان ، مفيش حد كان بيغش ، دلوقتي الأهل هما اللي بيطلبوا من ابنهم يغش ” يا واد يا خايب معرفتش تغش “.
ارحمونا والنبي من العبث ده .. الفلوس مهمة لكن هي مش كل حاجة… عايزين عيال بتفهم وتقدر المسؤولية .. ربوا عيالكم علي الصح…”مش الغلط”

زر الذهاب إلى الأعلى