“حدائق الملاحة” هى تلك المساحات الخضراء التى كانت متنفسا ليس لأهالي الإسماعيلية فقط، بل لكل من يقصدها من أبناء المحافظات الأخرى المجاورة لها .
موقع حدائق الملاحة.
وعن موقع حدائق الملاحة تمتد حدائق الملاحة بمحازاة قناة السويس بطول نحو 5 كيلو مترات وعرض ما بين 500 متر إلى 1000 متر، وتم إقامة الحدائق في عهد الخديوي إسماعيل تزامنا مع افتتاح قناة السويس عام 1869.
ونذكر في طفولتنا حين كنا أطفالا في العاشرة حيث كنا نسير في شارع محمد على ونمر من فوق الكوبري الكائن له متجهين إلى النادى الاجتماعي، وقد كان هذا الكوبري يربط شاطئ ترعة الإسماعيلية من الغرب “شارع محمد على” بالناحية الآخرى حدائق الملاحة من الشرق، وكان نادي الإسماعيلية الاجتماعي يسمى في هذا الوقت نادى الجوهرة ،بجوار حدائق الملاحة، وكان يقصدها أهالي الإسماعيلية للتنزه والتمتع بشاطئ الملاحة الذي كان موجودا حينها وبنى مكانه مقر برج الإرشاد الموجود حاليا .
تسمية حدائق الملاحة بالحدائق الفرنسية .
وعن إطلاق اسم الحدائق الفرنسية على حدائق الملاحة قديماً، لقد أطلق عليها هذا الاسم وذلك لأن الخديوي إسماعيل قد أمر بإنشائها وشأنها شأن مدينة الإسماعيلية أسست على الطراز الفرنسي لإعجاب الخديوي بباريس خلال زيارته لها ورغبته في بناء مدينة تشبهها في الحضارة والتراز المعماري ومن ضمن ذلك أسست حدائق الملاحة على غرار الحدائق والمتنزهات التى كانت توجد في باريس، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لم تكن حدائق الملاحة مقتصرة فقط على أهالي الإسماعيلية بل أن الفرنسيين العاملين بشركة قناة السويس كان يقصدونها للتنزه وقضاء أوقاتهم بها، حيث كانت الفتيات الفرنسيات تتمتع بركوب الدراجات والالتفاف حولها ، كان كل ذلك من أسباب إطلاق إسم الحدائق الفرنسية على حدائق الملاحة.
أهمية حدائق الملاحة .
وعن أهمية حدائق الملاحة، فلها أهمية بالغة، حيث دوما ما يبحث أهالي الإسماعيلية وزائروها عن متنفس يقضون فيها أوقاتهم هربا من تعب العمل وضغوط الحياة، والإسماعيلية مليئة بالحدائق المعدة لذلك ولكنها “حدائق الملاحة” تتسم بكبر مساحتها وهو ما يساعد في خلق أماكن للعب ولهو الأطفال، واستراتيجية موقعها حيث يتمكن كل من يقصدها من الوصول إليها بكل سهولة، لهذه العوامل تحتل حدائق الملاحة مقدمة الحدائق التى يقصدها أهالي الإسماعيلية وأبناء المحافظات القريبة منها.
يذكر أن أهم ما يميز مدينة الإسماعيلية، حدائق الملاحة، فهي تعد مكانا لا نظير له في أي مكان آخر، ولم يطلق على مدينة الإسماعيلية لقب “باريس الصغرى” عبثا، فجمال حدائقها وفي مقدمتها حدائق الملاحة، وطراز مبانيها الفريد جعلها قطعة من الجمال لم تستطع العين التى رأتها مرة أن تسلاها ولم يستطع من زارها ألا يكرر زيارتها مرات ومرات .