ثقافة وابداع

قصة قصيرة | طلقها لأنك ميت

بقلم الأديب : شعبان ثابت

سمع آدم هذه الكلمات القاسية من مرسال بينه وبين أهل من أحبها حبا لم يحبه شخص لفتاه من قبل هكذا كان يتخيل أنهم يدركون ذلك؟
وعاد بالذاكرة إلى الوراء وتذكر يوم أن قال له زميله في الجامعة فلانة الفلانية تهديك السلام ومن يومها لم يكن سلام ولكنها كانت سهام إخترقت قلب آدم وبدأ يبحث عن صاحبة السلام يسأل عن أخبارها يبحث عن صورتها هكذا عاش عامه الدراسي إلى أن جاءت الإجازة السنوية وسافر آدم إلى حيث تسكن غاليه ليكون السلام باليد وتعانقت العينين وسط الظلام الدامس الذي إلتقيا فيه لأول مرة حيث كان التيار الكهربائي منقطع بالصدفة ليري عينين لامعتين عسليتين واسعتين كمصباحين ينيرا له الطريق إلى قلب غاليه ليتسمر واقفا لساعات نسي فيها تعب السفر ونسي يديه بين يديها وتاهت عيونه في عيونها وذاب قلبه عشقا من أول نظرة!!
وهكذا بدأت قصة بل رواية آدم وغاليه التي تروى إلى الآن بين الأصدقاء والمعارف وعاش آدم وغاليه أجمل لحظات الحياة وقرر آدم خطبتها وقد كان وعاد إلى بلدته كطير يحلق في السماء وعاد إلى جامعته وتفوق في دراسته لينال إعجاب غاليه ويحقق لها ما تتمنى ولما لآ وهي الغاليه.
وقد كان وتخرج وكتب كتابه وإستعد لإتمام مراسم الزواج بعد قصة حب لسنوات مرت كساعات قصيره وحدث مالم يكن في الحسبان إستيقظ آدم علي خبر إصابته بمرض عضال لاعلاج له وسارع لإخبار غاليه بهذا المرض والتي لم تجذع كثيراً ولم يغير الأمر لها شئ وتمسكت بآدم أكثر وأكثر وأصرت على إتمام مراسم الزواج.
لكن ما لم يكن متوقع جاء مرسال لآدم يطالبه بطلاق غاليه وتركها تعيش لأنه ميت لامحالة قبل إتمام الثلاثين عاما هكذا بكل بساطه فما كان من آدم إلا أن حاول أن يلملم نفسه ويكتم آلامه ويستجمع ماتبقى له من قوة ويقول له بصوت مخنوق بداخله لايكاد يخرج من بين شفتيه قال له بكل بساطة يحدث هذا في حالة واحدة أن أسمعها من غاليه تطلب هذا بصوتها فقام مسرعا يطلب من غاليه الإتصال به لتطلب الطلاق ولكن إتصالها سبق إتصاله بها لتطلب من آدم سرعة إتمام الزفاف وأن شئ واحد فقط يمنع زفافهما أن تكون هي قد ماتت حال رفضه إتمام الزواج.
وقد كان وتم الزفاف وعاش آدم فوق الثلاثين من عمره ثلاثين عاما أخرى مع غاليه وقد مات المرسال ومن أرسل المرسال وعاش الميت ليتحقق قول الإمام الشافعي !
كم من صحيح مات من غير علة!! وكم من عليل عاش حينا من الدهر!! وكم من عروس زينوها لعريسها وقد قبضت روحاهما ليلة العرس؟!

زر الذهاب إلى الأعلى