تحتفل شعوب العالم يوم 16 المقبل باليوم العالمي للتسامح ، وهى مناسبه أممية يرجع الاحتفال بها الي قيام الجمعيه العامه للأمم المتحدة في عام 1996 بدعوة جميع الدول الأعضاء للاحتفال ببعض الانشطة في كافة المؤسسات بهدف تشجيع وتعزيز قيمة “التسامح” وقد تم اتخاذ هذا الاجراء فى أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 هو عام (الأمم المتحدة للتسامح )
واللافت للنظر أنه قد جرت العادة في يوم التسامح العالمي أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام لليونسكو بارسال برقية لكافة شعوب العالم تتضمن إشادة بقيمة “التسامح ” والدعوة الي ضرورة أن يعم التسامح فى جميع أنحاء الكرة الأرضية باعتباره يمثل السبيل المثالى لارساء دعائم الأمان والإستقرار في كوكب الأرض .
وحتى نضع أيدبنا على أهمية ما تقوم به الامم المتحدة فى هذا الشأن يجب أن ندرك تماماً بقيامها بتدعيم التسامح من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب.
والحق يقال فإن التسامح الذى نحن بصدد الحديث عنه الآن لا ينحصر علي أنه عمل اخلاقي حيث يرتبط التسامح في المعاهدات الدولية لحقوق الانسان بالتأكيد علي أهمية قيام الدول فى حالة وجود تتشريعات جديدة بالالتزام بالمساواة والتكافؤ بين افراد المجتمع .
وبينما اقوم بالاعداد لكتابة هذا التقرير الصحفى فوجئت بدرراسة مصرية حديثه تفيد بأن القدماء المصريين كانوا من أكثر الشعوب تسامحا ، فهم يؤمنون باحترام الاخر فضلاً عن ذلك فهم محبون للسلام اكثر من الحروب انطلاقاً من حقيقة مؤكدة تفيد بأن التسامح بين الشعوب هو اول طريق العولمه والاتصال الخارجي والاستثمار بين الدول وحركة الهجرة وانتقال الاهالي علي صعيد فضفاض والتكامل والتكافل والاتساع الحضري .
نعم إن مصر من اكثر دول العالم التي تنتشر بها فكره التسامح وذلك من خلال الدعوة الى نبذ العنف والتعصب الديني وجميع اشكال التطرف بين أفراد الشعب المصرى ، والعمل علي تقبل الآخر والعمل دائماً علي توطيد جميع اشكال الوحدة الوطنية .
لذا فقد أبدت مصر اهتماما كبيرا بالاحتقال بهذا اليوم من خلال نشر التوعيه بين أفراد المجتمع علي أهمية وقيمة التسامح وقدرته علي خلق علاقات طيبة بين مافة فئات المجتمع من أجل العمل علي خلق مجتمع قائم علي التسامح وإعلاء شأن مصلحة الوطن عليمصلحة الأفراد…وتصديقاً لهذا التوجه شهدت مصر في شهر اكتوبر الماضي مؤتمر رفيع المستوي بعنوان (التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي) وذلك بالتعاونوالتنسيق مع المجلس العالمي للتسامح والسلام بمقر الامانه العامه بالقاهره.
اعتقد ان الاشخاص القادرين علي التسامح هم اشخاص اكتر سعادة علي الاشخاص غيرقادرين عليه انطلاقاً من حقيقة مؤكدة تفيد بأن التسامح ماهو الا بوابة لاخلاقيات الأديانالسماوية .
التسامح الذي اتناوله الآن والذى يستعد العالم للاحتفال به يدفع الامم نحو الازدهار وتثمر من أجله شجرة أخلاق الاجيال القادمة .
علينا أن نصع نصب أعيننا تلك الحقيقة (ازرع شجرتك لابنائك بتعليمهم مبادئ التسامح ليعود بالنفع علي مستقبلهم ومستقبل أولادهم ليس هذا وحسب بل ينعكس ذلك بالإيجاب على المجتمع ككل .