فضائيات وسوشيال

تكريم د. عمرو الليثي رئيس إذاعات وتليفزيونات التعاون الإسلامي بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

كتبت - فاطمة شعراوى:


بحضور عدد كبير من الرموز الإعلامية الكبيرة ، انطلقت صباح اليوم الأحد ٢١ ابرايل الجاري ، فعاليات مؤتمر إعلام جامعة مصر نحو تحديات التنمية المستدامة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

‎وتم تكريم الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي ومنحه درع الجامعة .

‎وأعرب الليثي عن سعادته بالتكريم قائلاً يطيب لي أن أكون مشاركاً  في  مؤتمر كليتنا الحبيبة ، في دورته الثانية ، و أتواجد بينكم اليوم في هذا الجمع العلمي الإعلامي المتميز، الذي أشرف بكوني من أكاديمييه.. لنستهل محاضرات و مناظرات علمية تتناول موضوع غاية في الحداثة و الأهمية : إلا و هو ما نجابه من تحديات للتنمية المستدامة في ظل ثورة رقمية تجتاح عالمنا…

وأضاف الليثي ان عالمنا اليوم  يشهد و بشكل متزايد غير مسبوق دوراً محورياً  للاتصال و التواصل الرقمي ،  تلك الدور الذي يمتد الي كل مناحي الحياه و يؤثر -كيفما نوظفه – علي مسار الدول و خططها الإنمائية … لتمثل التكنولوجيات الرقمية حقبة جديدة في العمل الإنمائي المستدام … فلم تعد الرقمنة اختيار ، بل أصبحت ضرورة… و بدون القدرة على الإتصال و  توافر المهارات اللازمة للاستخدام الفعال للتقنيات المصاحبة ، ، فلن يمكن اللحاق بالتطورات التي يشهدها عالمنا الحديث، و التي تؤثر إيجاباً في التنمية المستدامة … فكل الخدمات الحيوية التي تساند التنمية مثل الخدمات الصحية ، التعليمية ، والبنية التحتية للطاقة والزراعة، تعتمد جميعها على الاتصال الإلكتروني والبيانات.
لذا ، وجب علينا العمل علي تسخير الأدوات الرقمية لتعزيز الاستدامة… و استخدام هذه التقنيات من أجل تعضيد التعاون بين المجالات المختلفة بشأن أهداف التنمية المستدامة و التوعية المجتمعية بماهيتها ، أهدافها و قضاياها ، تطوير ممارسات تجارية أكثر كفاءة و مراقبة التغيرات البيئية: تلك التي أصبحت حاضراً ملموساً في الواقع التنموي  …
وتابع الليثي سأتطرق هنا سريعاً لبعض الاستنتاجات العلمية المدعمة بالدليل علي تأثير الرقمنة علي واقع التنمية :فمثلا :
البيانات الرقمية وسرعتها،  تزيد من احتمال حصول الأشخاص على فرص العمل بنسبة 13%،
أيضا ، تمكن مؤسسات الأعمال من مضاعفة صادراتها إلى أربعة أمثالها تقريباً
كما أن ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت السريع يساعد على تقليص رقعة الفقر المدقع؛ حيث أشارت الأبحاث ان تغطية خدمات الجيل الثالث في السنغال ونيجيريا خفضت من معدل الفقر المدقع بنسبة 10% و4.3% على التوالي .
إضافة ، تعمل الدراسات التحليلية واتخاذ القرارات المعززة بالبيانات على زيادة مبيعات شركات الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
اما في مجال التغيرات البيئية ، فتأثير التكنولوجيات الرقمية أصبح إيجابا على كوكب الأرض:  فمن الممكن أن يؤدي استخدامها إلى خفض الانبعاثات بنسبة قد تصل إلى 20% بحلول عام 2050 في القطاعات الثلاثة الأعلى تأثيراً وضراً : الطاقة والمواد الإنتاجية والنقل.
من هذه البيانات القليلة ، لا يمكن إنكار أن الثورة الرقمية قد حولت عالمنا، لكنها لم تأت دون تكلفة على الاستدامة
سأستعرض فيما يلي بعض التحديات الرئيسية التي تواجهها استدامة التنمية في عصر الإتصالات الرقمي… ابدأها بالأهم و الأكثر تاثيراً ، من وجهة نظري ، علي الجانب الأكاديمي :
الفجوة الرقمية: لا يتمتع الجميع بالمساواة في اتاحة التقنيات الرقمية. مما يؤدي إلى إعاقة الجهود المبذولة لتعزيز التنمية المستدامة على المستوي الوطني و الدولي . أما علي المستوي الفردي ، فهناك احتمالية عدم ادراج لكل كفاءاتنا البشرية في هذه المنظومة ، اذا لم تتاح تلك الخدمات بصورة شاملة و عادلة للقطاع العريض
الأمية الرقمية: يتطلب الاستخدام الفعال للاتصالات الرقمية من أجل التنمية مستوى معينا من المعرفة الرقمية. ومع ذلك، يفتقر الكثير من الناس، وخاصة في البلاد النامية، إلى المهارات اللازمة للتنقل في المنصات الرقمية والاستفادة منها من أجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي
المعلومات المضللة والمعلومات المضللة
‏Misinformation & Disinformation : جانب رئيسي اري ان نعيره بالغ الاهتمام … فالانتشار السريع للمعلومات الخاطئة أو المضللة من خلال القنوات الرقمية أصبح واقعاً مدمراً : و حاثًا علي تقويض الثقة في المؤسسات وإعاقة جهود التنمية.
خصوصية البيانات وأمنها: مع انتشار الإتصالات الرقمية، يثير جمع البيانات الشخصية واستخدامها مخاوف بشأن الخصوصية مما يقلل من الثقة في المنصات الرقمية ، مقوضا بذلك جهود التنمية المستدامة.
مخاطر الأمن السيبراني: ان زيادة الإعتماد على البنية التحتية الرقمية، أدت الي ارتفاع مواز في تهديدات الأمن السيبراني مثل : القرصنة والبرامج الضارة والهجمات الإلكترونية. تعد حماية شبكات وأنظمة الاتصالات الرقمية من هذه المخاطر أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على الاستدامة.
ثم نأتي الي التحديات الأعم : مثل
استهلاك الطاقة: تستهلك مراكز البيانات، التي تضم خوادم التشغيل الرقمي ، كمية هائلة من الطاقة. يمكن أن يسهم ذلك في انبعاثات غازات الدفيئة والضغط على موارد الطاقة لدينا.
النفايات الإلكترونية: إن اعتمادنا المتزايد باستمرار على الإلكترونيات يخلق كمية هائلة من النفايات الإلكترونية  التي غالبا ما تكون سامة ويصعب التخلص منها بصورة صحية ، هذا إضافة الي تزايد التطورات التكنولوجية السريعة التي يصاحبها تراكم الأجهزة المهملة.
النزوح الوظيفي: بنظرة شاملة و رؤية عامة ،يمكن للأتمتة من خلال التقنيات الرقمية أن تحل محل الوظائف في عدة مجالات ، مما سيغير من ملامح الخريطة الوظيفية التقليدية، مفسحا المجال  لدليل وظيفي تقني جديد

هذه ليست سوى بعض التحديات التي يمثلها الاتصال الرقمي في خطوات التنمية المستدامة… هنا ، نؤكد تعاظم الفرص المتاحة ومع ذلك ، تتطلب مواجهة هذه التحديات واتباع نهج علمي متعدد يتطرق الي أصحاب المصلحة: شاملا الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني والخبراء التكنولوجيين، في تخطيط حثيث يسعي لابتكار تنسيق و تعاون ضروريان للاستفادة من إمكانات الاتصال الرقمي في خدمة التنمية المستدامة مع التخفيف من آثارها السلبية… جاهدين من أجل مستقبل أكثر استدامة في العصر الرقمي.

زر الذهاب إلى الأعلى