
يظل الفنان الكبير الراحل محمود المليجي أسطورة فنية وإنسانية تسير علي الأرض، وتضيء بموهبتها وبإطلالتها أنوار الشاشتين الكبيرة والصغيرة وخشبة المرح وميكرفون الإذاعة.
موهبة المليجي تعد في آراء المتخصصين من الفنانين والأكاديميين هي الأكبر في تاريخ فن التمثيل، ولا يوازيه فيها بقدر يقل أو يتساوي إلا عدد محدود جدا من الممثلين، مثل زكي رستم وأحمد زكي.
رغم أدوار الشر التي التصقت به وتميزه فيها، إلا أن المليجي كان عبارة عن كتلة مشاعر إنسانية تتحرك بين البشر.
ولد الراحل في حي المغربلين، الذي عاش فيه ما يزيد عن العشرة أعوام من حياته، جذبته دنيا الفتوات التي كانت شهيرة خلال السنوات الأولي من القرن العشرين والغريب أن الفتوة وقتها كان لا يتزوج إلا امرأة فتوة هي الأخرى، وفي المغربيلين كانت عائلتا الفحل وسويلم تتنافسان علي فتونة الحي وكثيرا ما كانت تدب بينهما الخناقات والصراعات اليومية، وكان المليجي يذهب وهو صغير إلى متابعتها ومشاهدتها وفي النهاية كان نصيبه علقة ساخنة يتلقاها من والده
ارتبط الراحل بالمرأة الفتوة وكانت تدعي عزيزة الفحلاية نسبة إلى عائلة زوجها الفتوة الفحل.
وفي وصفه لها قال المليجي في أحد حواراته، إنها كانت أقرب إلى شخصية روبين هود، فهي تساند الضعيف وتأخذ من الغني حتى تعطي للفقير.
وذكر أنها كانت تحرص على تقديم طعام الإفطار له يوميا، وهو ذاهب إلى المدرسة رغم أنه تناول إفطاره بمنزله، وتصر على أن يرافقه أحد رجالها لحمايته حتي يدخل مدرسته بسلام
شخصية أخري تكشف عن جوانب خفية جديدة في شخصية المليجي، عندما انتقل هو وأسرته وهو في سن الثانية عشر إلى حي الحلمية، وبالتحديد في شارع درب الجماميز، وكان يتردد بصورة يومية على حي السيدة زينب وربطته صداقة وطيدة ببائع فول وطعمية يدعي علي عبده.