تنوعت خبراته بين مجالات فنية عديدة واشتهر بثقافته الواسعة واطلاعه الواسع، فكتب للصحافة والسينما وساعدته إجادته للغات الإنجليزية والفرنسية على ذلك، كما أنه كان ماهرا في رسم اللوحات الفنية واشترك في إقامة المعارض الفنية بجانب إخراجه للسينما عددا كبيرا من الأفلام؛ إنه المخرج والكاتب كامل التلمساني.
ولد «التلمساني» في 15 مايو عام 1915م بمحافظة القليوبية لأسرة فقيرة وقد انتقل مع أسرته إلى القاهرة والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية التي شهدت على موهبة الرسم لديه.
التحق «التلمساني» بكلية الطب البيطري ولكنه لم يستطع الاستمرار فيها بسبب حبه للفن وخاصة بعد رسوبه أكثر من مره فقرر الالتحاق بالحركة التشكيلية في مصر على يد الفنان التشكيلي رمسيس يونان عام 1941 حتى استطاع أن يكون أحد أبرز روادها بسبب لوحاته التشكيلية التي ارتبطت بالفلاحين والبسطاء.
وفي عام 1943 بدأ مشواره في عالم السينما حيث التحق باستوديو مصـر وبـدأ العمـل كمساعد في الإخراج والإنتاج كمـا بـدأ الـكـتابـة في الـسينما وقام بإخراج أول أعماله وهو فيلم «السوق السوداء» عام 1945 من بطولة عماد حمدي وعقيلة راتب ثم توالت أعماله وكان أشهرها فيلم «مدرسة البنات، البريمو، الناس اللي تحت، الأستاذ شرف».
وأثناء تصوير المناظر الداخلية لفيلم «مدرسة البنات» أعجب التلمساني براقصة فرقة البالية المشتركة في أحداث الفيلم وبعد ان انتهت الراقصة من دورها في الفيلم، همت الفتاة بالخروج من الاستديو وكانت أجنبية تعيش مع أسرتها في مصر فذهب إليها التلمساني واستوقفها وعرض عليها الزواج منه بدون أي مقدمات فوافقت الفتاة على الفور، وفي اليوم التالي تم عقد قرانه عليها في احتفال بسيط وقام بالاشتراط عليها باعتزالها الرقص نهائيا فوافقت على طلبه.
حتى جاء يوم وقام أحد المنتجين بعرض دورا مهما على الزوجة مقابل أجر مادي كبير وقد ذهبت إلى زوجها لتخبره بهذا الأمر فاعترض وحاولت الزوجة إقناع زوجها متعللة بأنه اشترط بعدم الرقص فقط وليس التمثيل وبالفعل وافق زوجها على قبول الدور بعد اقتناعه.
وفى عام 1960 سافر التلمساني لبنان وبدء في حفر مكانة كبيرة في عالم السينما حتى تعاون مع الفنانة فيروز وعائلة الرحبانية مما ساعده ذلك على تحقيق العديد من النجاحات وظل في لبنان حتى رحل عن عالمنا في شهر مارس عام 1972 عن عمر يناهز 57عاما.