
تعتبر لعبة السيجة من أقدم الألعاب في الريف المصري، ومازالت تحتفظ ببريقها في الصعيد، ارتبطت اللعبة بتسلية الرعاة والترفيه عن أعمال الأرض الزراعية، وقد احتفت السينما المصرية بلعبة السيجة مثل فيلم صراع في النيل، أصبحت السيجة حاليًا لا تجتذب محترفين جُدد في عصر ألعاب الانترنت.
بدوره يأخذنا الباحث التاريخي أحمد الجارد في كتابه عن الألعاب الشعبية في الصعيد في جولة للعبة السيجة، مؤكدا على أنها أقدم ألعاب الذهن والتسلية التي مازالت تحتفظ باسمها المصري القديم ومعناه ” المحاورة” وتعد من أقدم الألعاب ارتباطا بالفلاح المصري .
كان الفلاح بعد انتهاء أعمال الفلاحة ينتظر النيل وفيضانه طوال العام لا يجد إلا “السيجة” ليقضى ساعات النهار الطويلة مع بقية الأصدقاء، لذلك كانت السيجة أكثر انتشارًا في الريف بطول مصر وعرضها.
في القرية يلعب الرجال” السيجة” وهى عبارة عن حفر يعملونها في كمية من الرمل يحضرونها خصيصا لذلك يحفرون حفر تسعة في تسعة وتسمى” تسعاوية” أو سبعة في سبعة وتسمى “سبعاوية”، والحفرة التي تتوسط السيجة تُسمى”عين الديك” وتظل خالية .
ويوضح أحمد الجارد، أن أدوات لعب السيجة تتكون من قطع الطوب اللبن والمحروق، ويلعبها اثنان يأخذ أحدهما عدد أربعين قطعة من الطوب اللبن، ويأخذ الآخر مثلهما من المحروق، وتسمى القطعة “كلب”، يضع أولا كل من الاثنين كلابه بمهارة فنية حتى ينتهي كل منهما من وضع كلابه، وتترك “عين الديك” خالية ويسمى الأكل بأن يحرك أحد اللاعبين أحد كلابه إلى “عين الديك” وتبدأ المحاورة والمهارة في الأكل حتى تنتهي، والغالب منهما هو الذي أكل كلاب غريمه، ويكون حول اللاعبين فريق من المتفرجين ينقسمون إلى فريقين كل يشجع صاحبه، وكانت السيجة تنقسم إلى سيجة الثلاثة أو سيجة خمسة وعشرين مربعا .