مصر زمان

وصية سليمان نجيب.. «السيارة للسائق والشقة للخادم»

على الهورى

كانت صدمة كبيرة للأسرة يوم أن علمت أن ابنها الطالب بمدرسة الحقوق قد انضم إلى إحدى الفرق المسرحية، وأنه سيصبح واحدًا من “المشخصاتية”، وسيلحق العار والمهانة للأسرة كلها.

وكانت الأم أكثر تأثرًا، فقد مات والده وهو في العاشرة، وحاولت اقناعه بالعدول عن هذه المرمطة التي تسيئ لسمعة الأسرة لكنها لم تفلح، وهو ماجعل مرض الصدر يتمكن منها وفارقت الحياة وهي حزينة رغم أنه أكمل دراسة الحقوق، ولم تحول الهواية دون إكمال دراسته، أنه الفنان سليمان نجيب.

عاش يتذكر الآلام التي سببها لأمه، ولكنه لم يكتب شهرته لكونه ممثلاً فقط، فقد كان مؤلف، وترجم العديد من الروايات التي قدمتها الفرق المسرحية، وعمل مديرًا لمكتب ٧ وزراء، وعمل قنصلاً لمصر في اسطنبول، وكان أول مدير مصري لدار الأوبرا.

وكان والده من كبار الأدباء، ويشغل منصب مدير الأقلام العربية بالديوان الخديوي بسراي عابدين، وخاله أحمد زيور باشا الذي كان رئيسًا لمجلس الوزراء، ووزيرًا عدة مرات.

والمشوار الفني لسليمان نجيب يأتي متوازيًا مع رحلته الوظيفية، وعقب تخرجه في مدرسة الحقوق عمل سكرتيرًا لوزير الأوقاف، وعندما تولى خاله زيور باشا رئاسة الوزراء قام بتعيينه قنصلاً لمصر في تركيا لكنه لم يستمر طويلا، وعندما تولى عبد الخالق ثروت رئاسة الوزراء قام بفصله هو وجميع أقارب رئيس الوزراء السابق، وعمل سليمان بعد ذلك مديرًا لمكتب ٧ وزراء، فكان أول مدير مصري لدار الأوبرا أيضا.
وانضم إلى جمعية أعضاء التمثيل، ثم انضم إلى فرفة عبد الرحمن رشدي، ثم الشيخ سلامة حجازي، وفي السينما، قدم ٧٨ فيلمًا اهمها “غزل البنات”، “ورد الغرام”، “لعبة الست”، “الوردة البيضاء”.
ورحل سليمان نجيب عام ١٩٥٥، وعاش حياته أعزب، وكانت وصيته هي أن تكون سيارته للسائق الذي كان يعمل عنده، أما أثاث الشقة التي كان يسكنها وبكل مافيها فهي لخادمه الذي أمضى في خدمته ٢٥ عاماًَ.

زر الذهاب إلى الأعلى