أطلق على الملوخية اسم “طعام الملوك”، ومنعت في فترة ما في مصر بسبب تأثيرها المزعوم كمنشط جنسي.
ويرجع أصل تسمية الملوخية إلى كلمة ” ملوكية”، التي تعني “ما يخص العائلة المالكة”.
* الملوخية عند الفراعنة:
الرواية الأولى تقول إن القدماء المصريين عرفوا الملوخية، بعد أن وجدوا أوراقها تنمو على ضفاف النيل، ولكنهم لم يقبلوا على أكلها لاعتقادهم أنه نبات سام وكانوا يسموه «خية»، وعندما احتل الهكسوس مصر أجبروا المصريين على تناولها، لإهانتهم وإذلالهم بتناول النبتة السامة، وكانوا يقولون لهم: «ملو- خية»، أي (كلوا) (خية)، وبعدما تناولها المصريون وظنوا أنهم ميتون لا محالة، اكتشفوا أنها غير سامة وأنها تصلح للأكل، وتناولولها فيما بعد ولكن بدون «طشة» أو «تقلية».
* الملوخية عند الفاطميين:
الرواية الثانية عن الملوخية يرجع تاريخها إلى عهد الفاطميين في مصر، حيث كان الحاكم الفاطمي المعز لدين الله يعاني من آلام شديدة في المعدة، فوصف له الأطباء الملوخية كعلاج يقضي بدوره على هذه الآلام، وبالفعل شفى بعد أكلها، فأراد أن يحصر تناول هذه النبتة عليه وعلى حاشيته فأطلق عليها «ملوكية» أي أنها أكلة الملوك فقط.
وعلى نهج المعز لدين الله جاء الحاكم بأمر الله لحكم مصر، وأحب «الملوكية» حبًا شديدًا، وكان المصريون قد سمعوا عن هذا الطبق «الملوكي» وتطلعوا إلى أكله، فأشاع الحاكم بأمر الله بين المصريين أن هذا النبات سام حتى يبتعد عن تناولها عامة الشعب، ويستأثر بفوائدها لنفسه.
وكانت «الملوكية» تزرع في حديقة القصر، إلى أنه ذات يوم وكان يشرف على طباخه وهو يعد له وجبته المفضلة سقطت الملوكية وهي ساخنة على قدميه، فثار وغضب الحاكم وخرج شهيقه بصوت عالي خوفا من سخونة السائل، وهذه إحدى الروايات عن سر ارتباط «الشهقة» بالملوخية، وقرر بعدها أن يسمح لعامة الشعب بتناول «الملوكية» فأصبح لها مكانة كبيرة عند المصريين، يقومون بطهيها فى الأعياد والمناسبات المحببة لهم وفى الأيام العادية ايضاً.
وتقول الأسطورة إن حساءا شافيا مصنوعا من نبات الملوخية ساعد حاكما مصريا على استعادة صحته وعافيته في القرن العاشر الميلادي. وهكذا، ظهر حساء يليق بالفراعنة، وتوج بخضار ملكي.
وفي كتاب “كنز من الفوائد والتنوع على الموائد: كتاب طبخ مصري من القرن الرابع عشر” ، تقول المؤلفة نوال نصر الله: “لم يترك المصريون القدماء أي وصفات للطهي، لكن بقايا طعام من قبورهم وجداريات التوابيت التي تصور الخبز وغيره من الأنشطة ذات الصلة بالأطعمة، تشهد على المستوى المتطور لمطبخهم، وتكشف هذه النقوش أيضا عن وفرة منتجاتهم مثل الملوخية”.
وعلى الرغم من وفرة المعروض، لم تكن الملوخية متاحة دائما للعامة.
ووفقا للفولكلور، حظر الخليفة في القاهرة (أحد حكام مصر من الأسرة الفاطمية في القرن العاشر) تناول الملوخية بسبب تأثيرها المزعوم كمثير للشهوة الجنسية لدى النساء.
إن تقاليد الأسرة المصرية والجغرافيا من الأمور التي تحدد ماذا يؤكل مع الملوخية.
ففي المدن الساحلية مثل الإسكندرية، يأكل السكان المحليون الملوخية بالجمبري. أما في المناطق الريفية النائية في البلاد، فيتناول السكان الملوخية بالأرانب المسلوقة – وهي اللحوم التي كانت تتناولها النخبة المميزة في مصر القديمة.