حكايات زمان

«هش الزرازير» حكايات يتذكرها.. صفوت عباس

0:00

عمنا صاحب القلم اللاذع والكلمة الجريئة والرأي الحر «فتحي حموده» والذي ولد من قبل 60 عاماً في قريه كرم الديب شمال مركز كوم امبو بمحافظة اسوان حيث ريف الجنوب المنسي.

كتب في يومياته علي فيسبوك، أن أول وظيفة مارسها في حياته هي حراسه الخبز الشمسي عند تخميره تحت أشعة الشمس من طيور العصافير وكانت هذه الوظيفة تسمي «هش الزرازير» أي تطفيشها حتي لاتلتهم عجين الخبز واستطر عمنا إلي أن أجره عن هذه العملية التي يستغرق دوامها ساعتين تحت شمس أسوان الحارقة كان عدد من البيض المشوي بنار الفرن في الرغيف الصغير الذي يصنع من بقايا العجين في الماجور الفخاري «وعاء العجين» وان باقي الأجر يأتي مساءً بوجبه عشاء فاخر من فول الملز «قدر فخار للاستعمال المنزلي» وياحبذا لو كان المطهو بالملز عدس اسناوي يشم رائحته عند فتح الملز كل سكان النجع ويسيل لعابهم له ونسي عم فتحي في غمره وصفه لمتعه أكل الفول والعدس الملزوز، أن يذكر ان مايحويه القدر كان يتشاركه كل اهل الحاره.

وذكر أحد المعلقين علي منشور عم فتحي ويبدو أنه عاش هذا العصر ذكر له أنه نسي أن وقعته ستكون سوداء لو انشغل بلعب الطاب او السيجه أو الحل «لعبة بقطع دائريه تصنع من فخار الزلع المكسوره» لو انشغل عن الحراسه باللعب واكلت الزرازير خبز العجين او لخبطته دجاجه والطامه الكبري لو التهمت العجين نعجه جائعه ستموت حتما باثر تلبك معوي لالتهامها كميه كبيره من خبز نيئ.

وربما نسي عم فتحي في غمره انشغاله بهش الزرازير أن يحدثنا عن شغله أخري وربما لم يمارسها هو وهي شغله «حِي حِي الحمام» بكسر الحاء والاسم مستمد من الصوت الذي يصدره الحارس «حااااااا _ وررررر» وهذا الصوت لتطفيش الحمام من حقول القمح والقيدي «الذره الرفيعة» الطايبه ومن جرونها وجرون الفول والشامي «الذره الصفراء».

يستعين بإدوات أخري مثل أصوات طرشقة الفرقلة والطوب المقذوف بالمقلاع وصوت صفير الهواء الناتج من المرور عبر خيوط ممتده من اشرطه الكاسيت التالفه وجلجله اصوات الكشكاشه «حبل ليف طويل معلق به علب صفيح بها زلط تمتد عبر الحقل هزها يحدث صوت يفزع الحمام».

تابع: إن كان المزارع يحرس زرعه فلا باس الحساب يجمع وإن كان الحارس الذي يحاحي الحمام اجيرا فاجره يكون ٥ قروش او حفنه قمح أو ذره أو فول مع غداء من البتاو والمش وفحلين بصل.

زر الذهاب إلى الأعلى