مقالات الرأى

محمد محمود عيسى يكتب : في حبك يارب – 1

0:00

وسط صعوبات الحياة ومشاغلها وزحامها الشديد ومع أيام العمر التي تنقضي تقسو عليك الحياة وتقسو أنت على نفسك تظلم نفسك كثيرا في مقابل تحقيق العدل والحب لغيرك وكثيرا ما تجد ظلمك لنفسك بعد مراحل كثيرة قطعتها من مشوار عمرك وحياتك ضاع وسط الزحام أو قد ترى أن رحلتك وتضحياتك بنفسك وعمرك لغيرك لم يقدر كما كنت تحلم وتتخيل قسوة النسيان وألم الإنكار صعب ويترك في نفسك جروحا غائرة تعاني قسوتها ومرارتها داخلك أنت وحدك تبني حساباتك على الأرقام والمكسب والخسارة وتأتيك المواقف من الناس لتصنع لك معادلات وحسابات أخرى غير حساباتك أنت ووسط هذه الأرقام والحسابات ومعارك الخسارة والمكسب وخيبة الأمل ولحظات الانكسار يأتيك من بعيد من طرف خفي نور يخفف عليك ما أنت فيه ويكون عوضا لك عن كل لحظات الهزيمة وألم الانكسار نور يأتيك في لحظة ترى فيها أن الدنيا كلها أصبحت مظلمة هناك حسابات وترتيبات أخرى لا تعلمها ولا تدركها أنت هناك يد حانية تمتد إليك لتنقذك من الغرق في بحور اليأس و أمواج القنوط والإحباط يد لا تراها بعينك ولكنك تشعر بها في قلبك نور يأتيك من مكان خفي ليتسلل إلى قلبك وعقلك ويبعث فيك الحياة مرة أخرى محبة خالصة وحب لا يوصف لأنه أكبر من الكلمات تحسه  وتشعره وأنت مطمئن بالله في أنك لست وحدك حتى وإن كنت تسير وسط زحام الناس ما لم يكن إحساسك بربك يقينا ومؤكدا وصادقا وخالصا ستشعر أنك تعيش وحيدا في صحراء جرداء وكون فسيح متسع ولا يوجد فيه غيرك ومهما كانت حياتك مؤنسة بربك وبيقينك ستشعر أنك بالأنس والأمان وبيقينك بربك وثقتك فيه  واعتمادك عليه في كل تفاصيل حياتك مهما كانت صغيرة ستشعر أنك غني به عن العالم والناس حتى وإن قست عليك الأيام وأحزنتك فهو يريدك أن تعود إليه وينبهك دائما أنك تحت رعايته ويده تظلك وترعاك أينما كنت وحينما تصل إلى تلك المرحلة وتصعد مراتب الحب والخوف والرجاء فأنت في منزلة عظيمة  وجائزة تستحقها وعليك أن تتمسك بها منزلة راقية اختارك ربك لها وهو أعلم بقلوب الناس وأحوالهم ولكن كل ما عليك هو أن تبادله حبا بحب وقربا بقرب وستجد نفسك في مكانة ومنزلة بعيدة ومختلفة عن كل الناس .  اقترب من ربك واطرق بابه في كل وقت وفي كل حين وبدون شكليات أو ترتيبات أو مواعيد مسبقة كل ما عليك أن تجعله حاضرا في قلبك دائما اجعله أمامك في كل وقت وستجد ربك أقرب منك إليك قل دائما يارب بقلبك أو بصوتك أو مناجاتك قل دائما يارب مهما كانت مشاغلك ومهما كانت همومك وأوجاعك ومهما ثقلت عليك أوجاعك. حتى لو انكسرت وخاب رجائك في العالم أجمع تأكد أنك مع ربك لن تنكسر وكن على يقين أنه حتى وإن خاب سعيك في كل الناس فلن يخيب سعيك إلى ربك.

 عود قلبك ولسانك أن تنادي ربك في أي وقت وفي كل وقت قل دائما يارب جرب أن تقترب وجرب أن تطرق الباب واستحضر ربك في قلبك دائما جرب أن ترضى وأن تصل إلى مرحلة الرقي في الرضا

جرب وعود قلبك قبل لسانك وقل دائما يارب

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"