عبد المعطى أحمد يكتب: نحو شمس الإيمان
ساعات معدودة, وينطلق حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى بمكة المكرمة يوما للتروية قبل التوجه إلى مشعر عرفات فى مشهد يتمناه كل المسلمين حول العالم للحج إلى البيت العتيق, بعدها يتوجه الحجاج مرة أخرى بعد نفرة الحجيج إلى منى لرمى الجمرات, ثم التحلل الأصغر وطواف الافاضة, ثم إكمال رمى الجمرات, ثم التحلل الأكبر وطواف الوداع.
ونحو شمس الإيمان وتحت سحابات اليقين, يقف كل المسلمين فى هذا اليوم ليكثروا من التلبية والدعاء, تتآكل قلوبهم من الحزن على تقصيرهم فيما فات, تائبين داعين إلى الله أن يتقبل حجهم ودعاءهم.
اللهم تقبل دعاءهم, ودعاءنا يارب, وألحقنا بهم فى العام القادم يارب.
اللهم املأ قلوبنا بالأمل , اللهم أعنا على حسن العمل , اللهم اكتب لنا حجا فى العام المقبل يارب العالمين.
اللهم إننا ندعوك أن تفرج همومنا, وتكشف عنا الضروالبلاء وتنظر إلى قلوبنا برحمتك, وأن ترفع عنا الغلاء والوباء وسوء الداء.
اللهم ارحمنا وارفع عنا سعار التجار, اللهم الطف بنا يارب وبالفقراء والمحتاجين والمعوزين.
اللهم اكشف عنا كل مكروب كشفا يرفع عنه كربه, ويزيح همه, اللهم اشف كل مريض, اللهم ارزقنا الأمن والأمان.
اللهم ارفع عن مصر كل الشرور, وارزق أهلها السرور والحبور, وابعد عنها الجور والفجور, واجعلها وسائر بلاد المسلمين فى قائمة الآمنين من العذاب. اللهم اننا آمنا بك وامتثلنا لك واعتصمنا بك , ودعوناك ربنا كما أمرتنا فاستجب يارب بفضلك وكرمك وعطائك لنا كما وعدتنا.
اللهم احفظ حجاج بيتك من الأمراض والأوبئة وسائر الأسقام, وارزقنا وارزقهم يارب توبة نصوحا.
اللهم احفظهم وردهم إلى أوطانهم سالمين غانمين يارب العالمين.
من رحمة الله تعالى أنه فاضل بين الأزمنة, فاصطفى أوقاتا عن غيرها بمزايا يعظم فيها الأجر, ويكثر فيها الفضل منة من المولى عزوجل. العشر الأوائل من ذى الحجة موسم للطاعة, يتقرب بها العباد إلى خالقهم لتصيبهم نفحة من نفحاته, فيسعدوا سعادة الدارين, وهى أفضل أيام الدنيا, كما وصفها النبى صلى الله عليه وسلم حيث قال: مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام- يعنى العشر- قالوا يارسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ قال: ولاالجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشىء, وفسر العلماء لماذا تحظى أيام العشر من ذى الحجة بهذه المكانة الكبيرة, حيث تجتمع بها أمهات العبادة من صلاة وصيام وصدقات وحج, ولاياتى ذلك دون غيرها. كما أنها من الأشهر الحرم التى عظمها الله سبحانه وتعالى, وتلك الأشهر الحرم هى ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب. ويوم التاسع من ذى الحجة يوم عرفة الذى يمثل الركن الأساسى فى الحج, فالحج عرفة, وفى فضل هذا اليوم روت السيدة عائشة رضالله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مامن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وانه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء), وتختم الأيام العشر بيوم النحر, فهو يوم الحج الأكبر, وهو أفضل أيام السنة على الاطلاق, فعن عبد الله بن قرط عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:( إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر, ثم يوم القر) وسمى بيوم الحج الأكبر لأن معظم أعمال الحج تكون فيه.
ماحكم أداء الحج أو العمرة يالتقسيط؟ أجابت دار الافتاء المصرية عن هذا التساؤل بفتوى مفادها أنه من المقرر شرعا أن ملكية نفقة الحج أو العمرة – وهى المعبر عنها فى الفقه بالزاد والراحلة- إنما هى شرط وجوب لا شرط صحة, بمعنى أن عدم ملكية الشخص لها فى وقت الحج لايعنى عدم صحة الحج, بل يعنى عدم وجوبه عليه, بحيث إنه إذا لم يحج حينئذ فلا إثم عليه, أما إذا أحرم بالحج فقد لزمه إتمامه, وحجه صحيح وتسقط به عنه حجة الفريضة, وكذلك الحال فى العمرة, وبناء على ماسبق, فإن الحج والعمرة بالتقسيط جائز ولابأس به شرعا.
من أدعية الحج عند شرب ماء زمزم: “اللهم إنى أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم برحمتك يا أرحم الراحمين”.
